هل تغتال إسرائيل قادة حماس في قطر؟
عبده حسن مصر 2030مع استمرار الصراع في غزة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها المعلنة، بمعنى "تدمير" حماس وإنقاذ الرهائن الذين تم احتجازهم خلال الهجوم الفلسطيني المفاجئ في 7 أكتوبر 2023، يتجه القادة في إسرائيل بأصابع الاتهام نحو الدوحة.
ويُلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه السياسيون اللوم على قطر لعدم قيامها بما يكفي لضمان عودة الأسرى من قطاع غزة، على الرغم من دورها في تسهيل الهدنة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في نوفمبر 2023.
وفي سياق اللوم، اتهمت قطر إسرائيل بعرقلة جهود الوساطة، مشيرة إلى اهتمام نتنياهو بالاحتفاظ بالسلطة بأي ثمنK كما تظهر العلاقات المتضاربة بين إسرائيل وقطر رسائل مختلفة، فعلى الرغم من العلاقات الغير رسمية بينهما، لعبت قطر دوراً حاسماً في تقديم المساعدة الإنسانية لغزة بالتنسيق مع إسرائيل.
وتختلف وجهات النظر بين الإسرائيليين حول قطر، حيث ينتقدها بعض العناصر اليمينية المتطرفة داخل إدارة نتنياهو، مشيرة إلى علاقاتها مع حماس. ومنذ أكتوبر 2023، انتقد نتنياهو قطر لتمويلها حماس وشكك في القرار الأمريكي بالحفاظ على وجود عسكري كبير في الدولة الخليجية.
وتزايدت الحملات الإعلامية التي تشنها إسرائيل ضد قطر، حيث أطلقت "مجموعة سرية إسرائيلية" حملة "مشروع قطر" على إكس في بداية يناير، تهدف إلى الانتقام من الدوحة واتهمت أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالمسؤولية عن مذبحة 7 أكتوبر، وما زال من غير الواضح ما إذا كان حساب Twitter مرتبطًا بالحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، يمكن أن يعزز نتنياهو حملته ضد الدوحة كجزء من استراتيجيته لجذب دعم المتطرفين اليمينيين، الذين يعتمد عليهم لدعمه السياسي.
وإذا تعثر ائتلافه في النهاية، فمن المحتمل أن يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي السجن بسبب اتهامات بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا مرفوعة ضده في عام 2019.
وعلى الرغم من الخطابات، فإن المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية لا تعتبر قطر كعدو، بل تعتبرها كوسيط رئيسي في حرب غزة، كما يؤكد جهاز التجسس الموساد.
كما يحث رئيس الموساد السابق يوسي كوهين المسؤولين الإسرائيليين على التوقف عن انتقاد الدوحة ويصفها بأنها تجلب نتائج عكسية.
أما بالنسبة لسياسة إسرائيل تجاه قطر بعد حل أزمة الرهائن، فإن التطورات ليست واضحة بعد ولا يُعرف متى ستتغير. بأمر من نتنياهو، بدأت وكالات التجسس بمطاردة قادة حماس الذين يقيمون في دول المنطقة. في يناير، اغتالت إسرائيل صالح العاروري، نائب زعيم حماس، في بيروت. وقبل أسابيع، حذرت أنقرة من أي عمليات مشابهة على الأراضي التركية وتعهدت برد سريع. هذه الديناميكيات تثير تكهنات حول ما إذا كانت إسرائيل ستنقل عملياتها إلى الدوحة.
ويعتقد بعض الخبراء أن عمليات القتل المستهدف في الخليج قد تكون من بين الاحتمالات المحتملة.
وإذا تعرضت إسرائيل لضغوطات متزايدة في مواجهة حماس، فإن استهداف شخصيات حماس خارج دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الدوحة، قد يكون بديلاً محتملاً.
وهذا الخيار قد يسمح بتنفيذ الاغتيالات بشكل سري ومُنكر، مما يقلل من المواجهة المباشرة مع العواقب السياسية.
ومع ذلك، ينبغي مراعاة أن مثل هذه الخطوة قد تعرض العلاقات السرية بين إسرائيل وقطر للخطر، وتضعف استعداد الدول العربية الخليجية للتوسط في حرب غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يُشير إلى أن التفويض الواسع الذي تتلقاه إسرائيل من العواصم الغربية قد يحفزها على التصرف بحرية دون مواجهة عواقب دولية جادة.
من المهم أن نلاحظ أن الخطاب السائد في واشنطن بعد أكتوبر 2023، الذي يقارن حماس بتنظيم الدولة الإسلامية، قد يجعل من الصعب توقع أي عقاب دولي لإسرائيل على أفعالها، سواء داخل غزة أو في أي مكان آخر في العالم العربي.