في اليوم العالمي للمرأة.. كيف تبدو أوضاع سيدات غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030يوافق الثامن من مارس من كل عام، اليوم العالمي للمرأة، وتركز دول العالم ومجتمعاته، منذ أكثر من مائة عام، على أوضاع سيداتها وبمطالبها الحقوقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وتمكنت نساء العالم على مدى السنوات والعقود، بفضل نضالهن، من انتزاع عدد من حقوقهن السياسية والاقتصادية، وتم رفع جزء من المتاعب عنهن، بعد إضرابات ومظاهرات في سائر المجتمعات، نُظمت عبر العالم لتكريس الوعي بضرورة رفع مظالم كثيرة عنهن، على رأسها وقف العنف المنزلي ضدهن والقطع مع عدم المساواة القائمة بين الجنسين.
لكن لا تزال المرأة في بعض الدول تواجه موجات عاتية من العنف في مناطق الصراع والحروب حيث تتعرض النساء والفتيات لشتى أصناف المعاناة والانتهاكات، بما فيها أحيانا، حالات التحرش والاغتصاب والاستغلال الجنسي
نساء غزة
وفي اليوم العالمي للمرأة لهذا العام تتجه الأنظار للأوضاع الماساوية للمرأة الفلسطينية في غزة، التي تتحمل بمفردها أحيانا، وطأة ويلات الحرب وتداعياتها، من تهجير ونزوح من منطقة إلى أخرى في ظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة.
كما تواجه المرأة في غزة احتمالات فقدان المعيل والترمل وحماية الأطفال وإطعامهم والعناية بصحتهم، في ظروف يواجه فلسطينيو القطاع من شماله الى جنوبه شبح المجاعة التي بدأت تحصد الصغار قبل الكبار
وأخذت المرأة الفلسطينية في القطاع على عاتقها مهمات كثيرة، في ظل هذه الحرب، بينها اقتناء وقطع الحطب والأخشاب لطهي رغيف خبز، والجلوس أمام فرن من الطين ينبعث منه دخان احتراق الخشب والأوراق يسبب أمراضا في الجهاز التنفسي.
5500 فلسطينية وضعن حملهن في غزة
ووضعت 5500 فلسطينية حملهن في غزة خلال الشهر الأول من الصراع في ظل نقص رهيب للإمدادات الطبية، طبقا لتقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة دولية تعمل على تعزيز حقوق النساء فيما يتعلق بالصحة الإنجابية.
وقال الصندوق إن فلسطينيات غزة يعشن ظروفاً لا تطاق في مراكز الإيواء ولا يستطعن استخدام دورات المياه إلا بعد الوقوف في طوابير لفترات طويلة، ولا يجدن المياه اللازمة للنظافة والاستحمام، مما يؤدي إلى أزمة نظافة وإصابة العديد منهن بأمراض نسائية، وأخرى معدية.
وهناك نحو 180 امرأة في غزة تخضعن يوميا لعمليات ولادة، بينهن أعداد يلدن قبل الأوان بسبب الظروف العصيبة التي يكابدنها يوميا، وفي ظل الحصار الاسرائيلي انهارت بشكل تام الرعاية الصحية التي تتلقاها الأم الفلسطينية وطفلها في مستشفى الحلو - المشفى الرئيسي للولادة في مدينة غزة.
وتتنوع مأساة الفلسطينيات الحوامل أثناء الحرب الحالية في غزة وسط أوضاع مأساوية ومشاعر من الألم والخوف على رضعهن وأطفالهن مما هو آت، وفي ظل ضغوط نفسية بسبب الآثار الكارثية للحرب بدءا من ترك منازلهن، مرورا بفقدان مقومات الحياة، وصولا لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.
هذه هي الظروف التي تعيشها المرأة الفلسطينية، في ظل الاحتفال بيومها العالمي في الثامن من مارس، فالمرأة الفلسطينية امرأة هدرت كرامتها وانتهكت كل حقوقها في ظروف من القهر والتمييز والعنف الممنهج، لم يسبق أن شهد العالم مثيلا لها.