هدنة مرتقبة في غزة.. إلى أين وصلت المفاوضات؟
مارينا فيكتور مصر 2030رغم "العقبات" التي لا تزال تحيط بها، إلا أن الهدنة المؤقتة في قطاع غزة "قد تكون قريبة"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ويتواجد حاليًا مسؤولون من حركة حماس الفلسطينية، في العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء مفاوضات بشأن صفقة محتملة، من شأنها أن تشهد إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين مصريين.
وقال المسؤولون إن "المفاوضين يعتقدون أن حماس وإسرائيل تحرزان تقدما بطيئا، ويمكن أن تتوصلا إلى اتفاق قبل شهر رمضان"، حسب الصحيفة.
وقال مسؤول كبير في حماس، إن الأسبوع الأول من شهر رمضان هو "هدف أكثر واقعية" للتوصل إلى اتفاق.
إسرائيل توافق على الخطوط العريضة للاتفاق
ووافق الاحتلال الإسرائيلي على الخطوط العريضة للاتفاق، وفقا لمسؤولين أحدهما إسرائيلي والآخر أمريكي، وقال المسؤول الإسرائيلي، إن بلاده "تعتقد أنها تتفاوض بشأن مصير نحو 40 رهينة من المرضى والمسنين والنساء، لكنها لا تعرف من منهم ما زال على قيد الحياة".
وحسب مسؤولين، فإن حماس لم تقدم، الأحد، إجابات على نقطتين شائكتين رئيسيتين، هما "من هم السجناء الفلسطينيون الذين تريد إطلاق سراحهم الحركة؟ وكم عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم؟".
وقررت إسرائيل، الأحد، عدم إرسال وفد رفيع المستوى إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات، بعد أن أبلغها وسطاء أن مسؤولين من حماس وصلوا إلى العاصمة المصرية دون إجابات على العديد من المطالب الإسرائيلية الرئيسية، بحسب المسؤول الإسرائيلي.
يحيى السنوار
ولا يزال هناك تحديا كبيرا آخر، هو زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي لم يكن التواصل معه ممكنا لمدة أسبوع على الأقل، مما يثير مخاوف من عدم إمكانية الوصول إلى الرجل الذي يمكنه تنفيذ الصفقة".
وقال أشخاص مطلعون على المناقشات، إن الرسالة الأخيرة التي أرسلها السنوار إلى القيادة السياسية لحماس في قطر، مفادها بأنه "يجب ألا يكون هناك استعجال لتأمين صفقة الرهائن".
وأوضحوا أن السنوار "كان يأمل في أن يؤدي التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح بجنوب غزة خلال شهر رمضان، إلى دفع الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية إلى الانتفاضة ضد إسرائيل"، حسب "وول ستريت جورنال".
وتعتقد إسرائيل الآن أيضا أن السنوار "قد يفضل زيادة التوترات خلال رمضان، بدلا من التوصل إلى وقف للقتال"، وفقا للمسؤول الإسرائيلي.
تفاصيل الاتفاق
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إسرائيل "وافقت على إطار اتفاق تم التوصل إليه أواخر الشهر الماضي في باريس، بين وسطاء أمريكيين وقطريين ومصريين".
ويتضمن هذا الإطار وقفا للقتال لمدة 6 أسابيع، وتدفقا كبيرا للمساعدات إلى غزة. لكن حماس لم تقدم بعد ردا مفصلا.
ومنحت إسرائيل حماس مهلة حتى بداية شهر رمضان (11 مارس على الأرجح) لإعادة الرهائن المختطفين، مهددة إياها بشن عملية عسكرية برية في رفح، على الحدود المصرية، حيث نزح أكثر من مليون شخص بحثا عن الأمان.
وخلال السنوات الأخيرة، يتزايد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية مع شهر رمضان.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخلال الهجوم، تعرض 250 شخصا للاختطاف، وفق إسرائيل التي تقدر أن 134 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء، يعتقد أن 31 قد قتلوا.
وتوعدت إسرائيل بـ "القضاء" على حماس بعد الهجوم، وبدأت عمليات قصف مكثفة على قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة بالقطاع.