نائبة بايدن تُوجه انتقادات صريحة لإسرائيل بسبب غزة.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030أبدت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، انتقادات صريحة لإسرائيل بسبب عدم اتخاذها إجراءات كافية للتخفيف من "الكارثة الإنسانية" في غزة.
وتأتي هذه الانتقادات في ظل زيادة الضغوط على إدارة الرئيس بايدن لكبح سلوك حليفتها الوثيقة، فيما تواجه إسرائيل تصاعد العنف مع مقاتلي حماس.
وخلال خطابها الأخير في سلما بولاية ألاباما، حيث دعت هاريس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وحثت حماس على الموافقة على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح الرهائن ووقف الأعمال العدائية لمدة 6 أسابيع.
ومع ذلك، توجهت هاريس بالانتقادات الرئيسية نحو إسرائيل، وهو ما يمثل ردود فعل أكثر صرامة حتى الآن من جانب زعيم بارز في الحكومة الأمريكية بشأن الأوضاع في غزة.
ويعاني السكان من آثار الجوع والفقر، وأشارت هاريس، خلال حفل لإحياء ذكرى حادثة مأساوية في ألاباما، إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها الناس هناك، مع التأكيد على ضرورة التدخل العاجل لتخفيف معاناتهم.
وطالبت الحكومة الإسرائيلية بزيادة جهودها في تقديم المساعدات، مؤكدة أنه لا مجال للتهاون في هذا الصدد.
وتعكس تصريحات هاريس مدى القلق داخل الحكومة الأمريكية بشأن التطورات في المنطقة، وتنتقد الإجراءات القمعية والقيود التي تفرضها إسرائيل على توصيل المساعدات وحماية العمال الإنسانيين في غزة، كما دعت إلى فتح معابر حدودية جديدة وتسهيل وصول المساعدات للمناطق المتضررة.
وفي خطوة تضامنية، قامت الولايات المتحدة بإسقاط جوي للمساعدات على غزة، ومن المقرر أن تجتمع هاريس مع مسؤول إسرائيلي كبير لمناقشة الوضع وسبل تحسينه.
من ناحية أخرى، تواصلت المحادثات في القاهرة بين وفد حماس والسلطات المصرية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لكن التقدم في المحادثات لا يزال محدودًا، حيث رفضت حماس تقديم قائمة بأسماء الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، مما أدى إلى تعثر المحادثات.
كما أن حماس تزعم رغبتها في وقف إطلاق النار، وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن أن هناك صفقة مطروحة على الطاولة، حيث أكدت هاريس أنه من المهم على حماس الموافقة على تلك الصفقة.
وأضافت: "دعونا نحصل على وقف لإطلاق النار، ودعونا نجمع الرهائن مع عائلاتهم، ودعونا نقدم الإغاثة الفورية لشعب غزة".
وتحث واشنطن على أن اتفاق وقف إطلاق النار يقترب، وتسعى للتوصل إلى هدنة بحلول بداية شهر رمضان، وأعلن مسؤول أميركي يوم السبت أن إسرائيل وافقت على اتفاق إطاري.
فمن المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى أول هدنة ممتدة للحرب التي اندلعت منذ خمسة أشهر، حيث سيتم إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين يحتجزهم نشطاء حماس مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وبعد وصول وفد حماس، أشار مسؤول فلسطيني لوكالة رويترز للأنباء إلى أن الاتفاق "لم يتم التوصل إليه بعد"، ولم يصدر تعليق رسمي من إسرائيل.
وتوجد محادثات وقف إطلاق النار حاليًا بعد مقتل أكثر من 100 فلسطيني الأسبوع الماضي أثناء اقترابهم من شاحنة مساعدات في غزة، وهو حادث تذكرته هاريس خلال كلمتها.
وأشار هاريس إلى أنهم رصدوا مشاهد مأساوية لأشخاص محاصرين وجائعين يتوجهون نحو شاحنات المساعدات في شمال غزة، محاولين ببساطة تأمين الغذاء لأسرهم بعد طول انتظار دون وصول المساعدات، كما واجه هؤلاء رد فعل عنيف بالإطلاق النار واندلعت الفوضى.
من جانبها، أعلنت إسرائيل أن تقييمها الأولي للواقعة يشير إلى أن معظم القتلى والجرحى سقطوا خلال حالة التدافع بين الناس.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن القوات الإسرائيلية في المكان استخدمت في البداية طلقات تحذيرية، إلا أنها اضطرت لإطلاق النار باتجاه بعض الأشخاص الذين تصرفوا بشكل مشبوه وشكلوا تهديداً مباشراً.
من جانبه، أكد معتصم صلاح، عضو لجنة الطوارئ بوزارة الصحة في غزة، أن رواية الجيش الإسرائيلي تتعارض مع حقيقة وجود إصابات ناتجة عن استخدام الأسلحة النارية.
وفي سياق آخر، قدمت هاريس مقترحات محددة للحكومة الإسرائيلية لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى ضرورة فتح معابر حدودية جديدة وعدم فرض قيود غير ضرورية على إيصال المساعدات.
كما شددت على ضرورة عدم استهداف العاملين في المجال الإنساني وتعزيز النظام في غزة لضمان وصول المساعدات الضرورية كالغذاء والمياه والوقود إلى المحتاجين.