«الضربة القاضية».. ماذا وراء التحذيرات الأممية المستمرة من «هجوم رفح»؟
عبده حسن مصر 2030قالت الأمم المتحدة إن حجم المساعدات المتوجهة إلى غزة انخفض بنسبة النصف في شهر فبراير مقارنة بالشهر السابق.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيكون "الضربة القاضية" لتوصيل المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يعاني من النقص الحاد في الإمدادات الأساسية.
وأشار فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن هناك انخفاضًا بنسبة 50٪ في المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة خلال شهر فبراير مقارنة بشهر يناير.
وأضاف أن هذا التراجع كان غير متوقع مع تزايد الحاجة الملحة للمساعدة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها مليوني فلسطيني في القطاع، كما أوضح أن هذا الانخفاض ناجم عن عدة عوامل من بينها إغلاق نقاط العبور بانتظام، وتدهور الأمن جراء العمليات العسكرية، وتفكك البنية الاجتماعية، وغياب الإرادة السياسية.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صادر في وقت مبكر من يوم الاثنين عن خطة لإجلاء المدنيين من رفح وتقديم المزيد من المساعدات إلى شمال قطاع غزة.
ويأتي هذا التحرك ردًا على ضغوط من الولايات المتحدة للتأكد من حماية المدنيين قبل إرسال قوات إلى مدينة رفح الحدودية الجنوبية، التي أصبحت ملجأً محدودًا للمدنيين خلال القتال في غزة والتي تستضيف الآن حوالي 1.5 مليون فلسطيني.
وحذر غوتيريش من أن معبر رفح يشكل "جوهر عملية المساعدات الإنسانية" للفلسطينيين الذين أضعفتهم الفقر ونقص الإمدادات الأساسية والنزوح إلى مخيمات اللاجئين، مؤكدًا أن أي عملية عسكرية مكملة ستجعل توصيل المساعدات شبه مستحيل.
وفي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء، أشار إلى أن "الهجوم الإسرائيلي الشامل على المدينة لن يكون كارثة فقط لأكثر من مليون مدني فلسطيني يلجؤون إليها، بل سيكون الضربة النهائية لبرامج المساعدات التي نقدمها".
ويواجه قطاع غزة نقصاً حاداً في الضروريات الأساسية، حيث أشارت وكالات الإغاثة إلى وجود "جيوب مجاعة"، وتوقفت عمليات تسليم المساعدات إلى شمال غزة بعد انهيار النظام المدني.
وتعاني وكالات الإغاثة من مزيد من العوائق بسبب سياسات التأشيرات التي تنفذها السلطات الإسرائيلية، حيث حصل موظفو الأمم المتحدة مؤخراً على تأشيرات قصيرة الأمد.
وأفادت صحيفة هآرتس بأن السلطات الإسرائيلية رفضت منح تأشيرات عمل لموظفي المنظمات غير الحكومية الدولية التي تعمل في الضفة الغربية وغزة.
وفي تطور آخر، أشار مسؤول أمريكي إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يبدو أقرب مما كان عليه منذ أسابيع، مع تقدم المفاوضات بين حماس وإسرائيل.
كما توجه مسؤولون إسرائيليون إلى قطر للتفاوض، في حين أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقالة حكومته، ممهداً الطريق لإجماع فلسطيني واسع حول الترتيبات السياسية، وفقًا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
وقبل استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طُلب من رئيس الوزراء محمد اشتية البقاء في رئاسة السلطة الفلسطينية حتى تعيين خليفة له.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن خطة إدخال المزيد من المساعدات إلى شمال قطاع غزة، التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تشمل فتح معبر جديد في الشمال، ربما في منطقة كارني.
ومع ذلك، فإن هذا المعبر مغلق منذ ما يقرب من عقدين، مما يعني أنه قد يتطلب إجراء أعمال بنية تحتية كبيرة لاستقبال كميات كبيرة من المساعدات.
كما تزداد صعوبة توصيل أي إمدادات إلى شمال قطاع غزة بسبب القتال والدمار، مقارنة بالمناطق المحيطة برفح حيث يكافح الفلسطينيون للبقاء في مدن الخيام التي ظهرت مؤخرًا.
وأي عملية إجلاء قد تجبر المدنيين الذين لجأوا إلى هذه المناطق على رحلة شمالًا صعبة وخطيرة، وذلك في ظل حالة ضعفهم لإقامة ملاجئ جديدة في مشهد مأساوي من الدمار.
كما علّقت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسة في منظمة أوكسفام بشأن فلسطين، على أن ذلك قد يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، حيث أن أكثر من 1.5 مليون شخص محصورون في رفح في ظروف غير إنسانية.
وفي يوم الاثنين، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله من مخاطر العمليات العسكرية في غزة.
وأعلن نتنياهو في نهاية الأسبوع أن حتى وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى تأخير هجوم على رفح، مصرحًا بأن ذلك جزء من هدف إسرائيل في تحقيق "النصر الكامل" على حماس.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية حتى الآن عن تسوية مساحات كبيرة من قطاع غزة بالأرض وقتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، واستهدفت إسرائيل زعيم حماس الوحيد بنجاح منذ 7 أكتوبر، وذلك عبر غارة جوية في بيروت.
تشن إسرائيل هجمات في لبنان وغزة، لكنها تتبادل إطلاق النار في الغالب مع جماعة حزب الله المسلحة على طول الحدود. وقد أصابت يوم الاثنين عمق البلاد بالقرب من مدينة بعلبك الشمالية الشرقية، في هجوم يعتبر الأكثر أهمية على لبنان منذ هجوم يناير الذي أسفر عن مقتل قائد حماس صالح العاروري.