حرب غزة.. كيف دفعت الأسواق المالية للتكيف مع النظام العالمي للجديد؟
عبده حسن مصر 2030يثير التصاعد العسكري بين إسرائيل وحماس اهتمام المستثمرين بقطاع الدفاع ويدفع الأسواق المالية إلى التكيف مع ما يُعرف بـ "النظام العالمي الجديد".
وتعتبر الحرب بين إسرائيل وحماس منذ أكثر من مجرد صراع عسكري، بل دعوة للاستيقاظ للمستثمرين الألمان.
ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة رينك للتوريدات العسكرية، فقد بدأت الصناديق التي كانت متحفظة تجاه أسهم الدفاع تظهر اهتمامًا بالقطاع، حتى بعد الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتم إدراج شركة رينك في بورصة فرانكفورت هذا الشهر، بعد أن تعثرت محاولتها السابقة للإدراج العام بسبب ظروف السوق الصعبة والمناقشات المستمرة حول دعم أمريكا لأوكرانيا.
وعلى الرغم من ذلك، بعد يومين فقط من تأجيل إدراج رينك في أكتوبر، قامت حماس بشن هجومها على إسرائيل.
وأشارت سوزان ويجاند، رئيسة مورد التروس والمحامل وناقلات الحركة، إلى أنه لو كانت الأسواق على علم بالهجوم المتوقع من حماس، فإنها ربما لم تؤجل إدراج رينك.
ولفتت ويجاند إلى أن هجوم حماس أبرز الشعور بعدم اليقين الجيوسياسي المتزايد بين المستثمرين الألمان، الذين كانوا من بين أشد المؤيدين لإسرائيل بسبب دورها في المحرقة.
وفي عام 2008، طرحت المستشارة أنجيلا ميركل فكرة أن أمن إسرائيل يعتبر مصلحة ألمانيا، وهو التزام ورثه خليفتها أولاف شولتز.
وقالت ويجاند: "إذا قورن الاهتمام من المستثمرين المؤسسيين والصناديق الألمانية في الحملة الترويجية لسبتمبر (2023) بما رأيته في ديسمبر ويناير، كان الأمر مختلفًا تمامًا".
كما أضافت أن أسواق رأس المال كانت تتكيف مع "نظام عالمي جديد، ليس مجرد حدث العدوان الروسي على أوكرانيا".
وأخيرًا، يظهر أن مقاولي الدفاع في العالم هم المستفيدون الأكبر من التوترات المتزايدة في جميع أنحاء العالم، حيث حفزت هذه التوترات الطلبات من الحكومات.
وبلغ الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً بلغ 2.2 تريليون دولار العام الماضي، مع ارتفاع الإنفاق الأوروبي إلى مستويات لم نشهدها منذ الحرب الباردة، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وفي نفس العام، أعلنت ألمانيا تراجعًا تاريخيًا عن السياسات السلمية التي اتبعتها البلاد لعقود من الزمن، وتعهدت بتقديم 100 مليار يورو لصندوق خاص للتجديد العسكري.
وأشارت ويجاند إلى أنها لا تتوقع أن يضعف التدفق القوي للطلبات العسكرية من الدول الأوروبية في أي وقت قريب، لأن الدول ستحتاج إلى سنوات لتجديد مستويات مخزونها بعد إرسال الدعم إلى أوكرانيا.
والجدير بالذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية قد أصدرت بياناً اليوم الاثنين، أكدت فيه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 92 فلسطينياً، ومعظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وأشار البيان إلى وجود العشرات من المفقودين تحت الأنقاض، مع تعطيل قوات الاحتلال عمليات نقل الجرحى إلى المستشفيات.
وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال ما زالت تحاصر مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الأمل، وقصفت تسع منازل في محيط مستشفى ناصر، بالإضافة إلى شن غارات جوية في محيط المستشفى الأوروبي، مما أدى إلى وفاة عدد من الفلسطينيين.
وذكر مكتب الإعلام الحكومي في القطاع أن القوات الإسرائيلية استهدفت منزل عائلة الزرد في حي الزيتون بغزة، مما أسفر عن استشهاد 15 شخصاً من العائلة، إضافة إلى قتل عشرات المواطنين الذين كانوا يحاولون الحصول على بعض الدقيق من شاحنات المساعدات في منطقة تل الهوى غرب غزة.