تحذيرات التوسع في مستوطنات الضفة الغربية.. هل تُغير واشنطن سياستها ضد إسرائيل؟
عبده حسن مصر 2030تواصل أمريكا سياسة الانقلاب على إسرائيل، وذلك في ظل رفض تل أبيب لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تقودها في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن توسع إسرائيل في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة يتعارض مع القانون الدولي، مما يشير إلى عودة الولايات المتحدة إلى السياسة التقليدية بشأن هذه القضية، بعد تراجع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عن هذا الموقف.
وفي الواقع، كانت إدارة ترامب قد أعلنت في عام 2019 دعمها لحق إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وهو موقف يخالف السياسة الأمريكية السائدة التي تعتبر هذه المستوطنات مخالفة للقانون الدولي.
وخلال مؤتمر صحفي في زيارته لبوينس آيرس، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، عن استياء الولايات المتحدة من إعلان إسرائيل عن نيتها بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد بلينكن أن هذه الخطوة تعكس عدم التزام إسرائيل بالجهود الرامية لتحقيق سلام دائم، مشيراً إلى انتهاكها للقوانين الدولية.
وأضاف بلينكن أن سياسة الولايات المتحدة ما تزال تتمثل في رفضها القاطع للتوسع الاستيطاني، مشدداً على أن هذا السلوك يضعف، بدلاً من تعزيز، أمن إسرائيل.
كما تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، أعلن في نوفمبر 2019 تغييرًا جذريًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بإعلانه عدم اعتبارها مخالفة للقانون الدولي، وهو تحول كبير عن السياسة السابقة التي امتدت لعقود.
ويُعتبر من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي أن نقل المستوطنين إلى الأراضي المحتلة يتعارض مع القوانين الدولية، وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولقد أدانت العديد من الدول هذا الإعلان.
وفي وقت سابق، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرا تنفيذيا يستهدف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية الذين يهاجمون الفلسطينيين، وسط إحباط متزايد في واشنطن من مسار إسرائيل في خضم حربها في غزة.
ويفرض الأمر في البداية عقوبات مالية وحظر تأشيرات ضد أربعة أفراد، وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يدرسون ما إذا كانوا سيعاقبون آخرين متورطين في الهجمات التي تكثفت خلال الحرب الإسرائيلية داخل غزة، كما تضمنت الخيارات إمكانية معاقبة المسؤولين، واستشهد بعض الفلسطينيين مؤخرًا على يد هؤلاء المستوطنين، وتقول جماعات حقوق الإنسان إن المستوطنين أحرقوا سيارات وهاجموا عدة تجمعات بدوية صغيرة، مما أجبرهم على الإخلاء.
وقال بايدن إن عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية "وصل إلى مستويات لا تطاق ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل"، وأضاف أن هذه الإجراءات تقوض أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بما في ذلك جدوى حل الدولتين وضمان حصول الإسرائيليين والفلسطينيين على تدابير متساوية من الأمن والازدهار والحرية، كما أنها تقوض أمن إسرائيل ولديها القدرة على أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي على نطاق أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما يهدد موظفي الولايات المتحدة ومصالحها.