25 نوفمبر 2024 18:36 23 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

اغتصاب للنساء وجوع وأمراض.. ماذا يحدث في مخيمات النزوح في دارفور؟

مخيمات النزوح في دارفور
مخيمات النزوح في دارفور

أصبح الجوع والمرض سماتٍ قاسية للحياة اليومية الآلاف من النازحين في منطقة دارفور في السودان، حيث يفارق طفل حياة المخيم كل ساعتين، وفقًا لتقديرات منظمة أطباء بلا حدود الطبية الخيرية.

أمراض الملاريا وحمى الضنك تتفشى في مخيم زمزم، وخارج حدوده، يجوب رجال الميليشيات يبحثون عن فريسة، يغتصبون ويعتديون على النساء اللواتي يخاطرن بالخروج لجمع الحطب أو العشب.

ومنذ يونيو، لم يتلقى هؤلاء أي مساعدات غذائية بعد اندلاع القتال في 15 أبريل، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.

ويقول عبد اللطيف علي، وهو أب لستة أطفال: "نحن على شفا المجاعة". "الناس يعانون من الجوع والمرض والمحنة".

واُفتتح مخيم زمزم في أواخر القرن الحادي والعشرين بعد إبادة جماعية في دارفور التي نفذتها قوات عربية معروفة باسم الجنجويد "الدعم السريع حاليًا".

وكانت الوكالات الدولية تقدم الدعم قبل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لكنها انسحبت عندما بدأ القتال، ومع تفاقم الصراع، زاد عدد سكان المخيم، فيقول إيمانويل بيربين، طبيب منظمة أطباء بلا حدود: "يحتاج هذا المخيم إلى دعم ضخم، لكنه يُترك لوحده". "إنه كارثة كاملة، لنكن صرحاء".

ومنظمتا الأطباء بلا حدود والإغاثة الدولية هما الجهات الوحيدة التي ما زالتا تعملان في زمزم ومدينة الفاشر المجاورة، حيث يحتاج مليون شخص إلى المساعدة.

وتنبعث صعوبة في إرسال موظفي الأمم المتحدة إلى المنطقة بسبب قواعد الأمن الداخلي الصارمة، وتفتقر المنظمات غير الحكومية إلى التمويل الكافي لاستئناف عملياتها.

وفيما يتعلق بالتحديات، يقول كاشف شفيق، المدير القطري لمنظمة الإغاثة الدولية في السودان: "إننا مرهقون إنها تحدٍ كبير جدًا بالنسبة لمنظمتين لتغطيته."

ويشهد السودان حاليًا أزمة خانقة بعد مرور عشرة أشهر من الصراع، حيث يعاني نصف سكانها البالغ عددهم 50 مليون شخص من نقص حاد في الإمدادات الغذائية، ويعاني ما يقرب من 8 ملايين شخص من النزوح، وهو رقم يمثل أكبر أزمة نازحين داخليين في العالم.

كما تحذر تقديرات "السيناريو الأكثر ترجيحًا" من اندلاع المجاعة في أنحاء السودان بحلول يونيو، مما يهدد بحياة نصف مليون شخص، وفقًا للبحث الذي نشره معهد كلينجينديل الهولندي، وفي حالات أسوأ، يمكن أن تؤدي المجاعة إلى فقدان حياة مليون شخص أو أكثر.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يصرح ويليام كارتر، رئيس المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، بأن الوضع مروع للغاية، مشيرًا إلى الحالات المأساوية في مخيم زمزم والأماكن الأخرى، ويعاني العديد من الأطفال من سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية نتيجة لنقص المساعدات.

كما تواجه الوكالات الإنسانية صعوبات كبيرة في تقديم المساعدات بسبب نقص التمويل، وتتسابق لتلبية الاحتياجات في ظل المعارك الدائرة في أوكرانيا والتوترات في فلسطين.

وعلى الرغم من ذلك، لم تحصل الأمم المتحدة سوى على جزء ضئيل من التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان.

ويشير كارتر إلى أن المجتمع الدولي فشل في إعطاء الأولوية لأزمة السودان وتقديم الدعم اللازم، معتبرًا أن الإهمال والتقاعس هما السببان الرئيسيان وراء تفاقم الوضع، ويشدد على أنه لو كان هناك إرادة حقيقية، لكان بالإمكان إيجاد حلول للأزمة الإنسانية في السودان.

وفي ديسمبر، انتقلت مسرحية الصراع إلى ولاية الجزيرة في السودان، التي تعتبر مركزًا لوكالات الإغاثة وتضم أكبر مشروع للري في البلاد، مما أسفر عن تعطيل أكبر نظام غذائي متضرر في البلاد.

وفي بعض الأسواق، انعدمت الطعام تمامًا، بينما جعل انقطاع الاتصالات من الصعب على المنظمات الإنسانية التي لا تمتلك معدات الأقمار الصناعية من تنسيق عملياتها.

وتوقفت تطبيقات التحويل النقدي عبر الهواتف المحمولة، التي كانت تعتبر شريان الحياة للأشخاص الذين يقطنون خلف الخطوط الأمامية، عن العمل.

في يوم الاثنين، أعلن متطوعون يديرون شبكة تضم 38 مطبخًا لتوزيع الطعام في بحري، وهي مدينة تابعة للعاصمة الخرطوم، عن تعليق أعمالهم بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الطعام وتوزيعه نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، حيث كانوا يقدمون وجبات لنحو 200 ألف شخص يوميًا.

ويشير توبي هاروارد، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إلى أن العقبات البيروقراطية المتكررة التي تفرضها السلطات على منظمات الإغاثة تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يصعب الحصول على التأشيرات ونقل المساعدات عبر البلاد واستيراد الإمدادات الإنسانية بسبب هذه العوائق.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 70 شاحنة محملة بالغذاء، كافية لإطعام نصف مليون شخص، علقت في بورتسودان لمدة أسبوعين بانتظار التصاريح.

وبقيت 31 شاحنة أخرى في مدينة الأبيض لأكثر من ثلاثة أشهر، على الرغم من أنها كانت من المفترض أن تقوم بتوصيل مساعدات.

وتعرضت العديد من مستودعات ومكاتب المساعدات للتدمير والنهب في بداية القتال، مما أدى إلى بدء الاستجابة بإمدادات محدودة.

ورغم الهدنة الهشة في الفاشر، لا تزال هناك أعمال عنف ذات دوافع عرقية في مناطق أخرى من دارفور، تشبه الإبادة الجماعية التي وقعت في الفترة 2003-2005، ومع ذلك، تواجه مجموعات المساعدات صعوبات في الوصول إلى هذه المناطق بسبب نقص التمويل والتدخل الدولي.

مخيمات النزوح في دارفور أخبار السودان الحرب في السودان حرب السودان السودان واغتصاب النساء

مواقيت الصلاة

الإثنين 06:36 مـ
23 جمادى أول 1446 هـ 25 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:58
الشروق 06:29
الظهر 11:42
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr