رغم مخاوف إيران من مواجهة أمريكا وتراجع هجمات وكلائها.. لماذا لم يتوقف الحوثيون عن التصعيد؟
مارينا فيكتور مصر 2030في وقت تراجعت فيه الهجمات التي تشنها المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، على المصالح الأمريكية، خلال فبراير الجاري، فإن جماعة الحوثي في اليمن لم تهدأ.
واستمر الحوثيون المدعومون من إيران في شن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي تمر عبره 12 مئة من حجم التجارة العالمية.
وكانت قد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم الأحد الماضي، أن إيران "تحث حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى على ممارسة ضبط النفس ضد القوات الأميركية".
وأشارت إلى أن إيران "تواجه الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن لقدرتها على ممارسة نفوذها على هذه الميليشيات المتحالفة معها"، مع استمرار الحرب في قطاع غزة.
وامتنعت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا عن شن هجمات منذ 4 فبراير، على الرغم من الغارة الأمريكية في 7 فبراير التي أودت بحياة المسؤول الكبير في كتائب حزب الله العراقي، أبو باقر الساعدي.
استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر
ويواصل الحوثيون استهداف السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات المسيرة، في هجمات وصفتها واشنطن بـ "المتهورة والعشوائية".
وكان آخر تلك العمليات، إعلان الجماعة المصنفة إرهابية، يوم أمس الثلاثاء، شن سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار على سفن حربية أميركية في خليج عدن وبحر العرب، وإطلاق صواريخ بحرية على ما قالوا إنها "سفينة إسرائيلية"، وكذلك على أهداف في جنوب إسرائيل.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الحوثيون، الإثنين، شن 4 هجمات على سفن تجارية في آخر 24 ساعة.
وقال الجيش الأمريكي، يوم أمس الثلاثاء، إن المدمرة "يو إس إس لابون" أسقطت صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه الحوثيون نحوها.
من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي، الإثنين، إطلاق مهمة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممر المائي الاستراتيجي، في جهود مماثلة لتلك التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، التي تقود تحالفا بحريا باسم "حارس الازدهار".
"الحوثيون قرارهم مستقل"
ويرى بعض المحللين أن "إيران لا تسيطر فعليا على الحوثيين" حتى تجبرهم على إيقاف تلك الهجمات، فيما يعتقد آخرون أن تواصل هجمات الحوثي يمثل "لعبة استراتيجية إيرانية".
ويقول علي البخيتي، المتحدث السابق باسم الحوثيين والذي انشق عن الجماعة وتحول لمعارض قبل نحو عقد من الزمن، إن "إيران لا تسيطر على الحوثي".
ويضيف البخيتي في تصريحات صحفية، أن "الحوثيين قرارهم مستقل وليسوا مثل بقية جماعات إيران المسلحة في العراق وسوريا".
ويذهب مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات الدولية، علي واعظ، في الاتجاه ذاته بقوله إن "الإيرانيين لا يستطيعون كبح جماح الحوثيين".
مخاوف إيران من مواجهة أمريكا
تخشى إيران إثارة مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وتحث المليشيات المرتبطة بها في منطقة الشرق الأوسط، على ضبط النفس لتجنب أي تصعيد مع الجيش الأميركي، وفق ما ذكره مسؤولين لصحيفة "واشنطن بوست".
ولم يوافق أحد هذه الفصائل في البداية على طلب قاآني، وفق رويترز، لكن معظم الفصائل الأخرى وافقت. وفي اليوم التالي، أعلنت جماعة كتائب حزب الله المتحالفة مع إيران أنها ستعلق هجماتها.
وتشكل الجماعات المدعومة من إيران ما يسمى بـ "محور المقاومة"، وهو تحالف من الميليشيات المسلحة التي تضم حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وكتائب حزب الله في العراق وسوريا.
وتستخدم طهران هذه المليشيات التي تدعمها بالمال والسلاح لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، وتكون بمثابة خط دفاع أمامي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.