وسط عناد إسرائيلي.. صفقة وقف إطلاق النار في غزة إلى أين؟
عبده حسن مصر 2030تزداد الشكوك حيال إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار في الصراع بغزة، نظرًا لمواصلة بنيامين نتنياهو رفضه المتواصل لدعوات وقف الهجوم البري على رفح.
كما قامت حكومته بالتصويت على رفض محاولات المجتمع الدولي للاعتراف الأحادي الجانب بغزة كدولة فلسطينية.
وتجدر الإشارة إلى تعثر الجهود الدبلوماسية القائمة برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، حيث أقر مسؤولون قطريون بأن المحادثات الغير مباشرة بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود.
وأعلنت واشنطن نيتها استخدام حق النقض ضد أي مساعى لاصدار قرار من مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار.
وهذا التوتر يثير القلق بين سكان غزة، الذين يعانون من ظروف مأساوية، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مقتل الآلاف وتشريد العديد من السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وتجدر الإشارة إلى أن الصراع الحالي بدأ قبل أربعة أشهر بعد هجوم حماس على إسرائيل، مما أسفر عن سقوط ضحايا واعتقال عدد من الرهائن، ومع استمرار الغارات الجوية على مناطق متفرقة من غزة، فإن الوضع الإنساني يزداد تدهورًا، حيث يعتبر سكان غزة هدفًا للهجمات الإسرائيلية ويتعرضون لخطر القتل والتشرد.
ويتواصل الهجوم البري الإسرائيلي استهداف مدينة خان يونس وسط غزة، حيث أدى غارة للقوات البرية الإسرائيلية على مستشفى ناصر، الذي كان يُعتبر أكبر مرفق صحي في المنطقة، إلى توقف عمله يوم الخميس.
وأكد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، أن فريق المنظمة لم يُسمح له بدخول المجمع الطبي يومي الجمعة والسبت لتوصيل الوقود للمولدات.
وأضاف غيبريسوس أن حوالي 200 مريض لا يزالون محاصرين في المستشفى بلا طعام وماء، منهم 20 في حالة حرجة يحتاجون إلى علاج فوري.
وأفاد متحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن هناك فقط 25 موظفًا للرعاية الصحية للمرضى والجرحى، كما تعرضت المرافق الطبية المعتمدة في غزة لهجمات إسرائيلية، ما أثار انتقادات واسعة باعتبارها انتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
ويدعي الجيش الإسرائيلي أن حماس تستخدم المواقع الطبية كملاذات لها، مما يبرر استهدافها، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد اعتقال أكثر من 100 ناشط من حماس في مستشفى ناصر، وقالت وزارة الصحة في غزة إن بين المعتقلين 70 شخصًا يعملون في المجال الطبي، بالإضافة إلى مرضى.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة لوقف الهجوم البري على رفح، فإن الهجمات الإسرائيلية لا تظهر أي علامة على التباطؤ.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، رد نتنياهو على الانتقادات الدولية بقوله إن من يعارضون الهجوم يطالبون إسرائيل بـ"خسارة الحرب" ضد حماس.
كما رفض نتنياهو اقتراح الولايات المتحدة بشأن ما بعد الحرب، الذي يشمل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مقابل التطبيع مع السعودية، مشيرًا إلى استمرار القتال بغض النظر عن إطلاق سراح الرهائن.
وأصدرت حكومة الزعيم الإسرائيلي إعلانًا يوم الأحد يرفض بشكل قاطع القرارات الدولية المتعلقة بالتسوية الدائمة مع الفلسطينيين، ويعلن معارضتها للاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية.
وقادت مصر وقطر والولايات المتحدة جهودًا للتوسط في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بهدف تحقيق الاستقرار في غزة وتقليل العنف المتصاعد في المنطقة، ولكن لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الطرفين بشأن عدد السجناء الفلسطينيين وهويتهم الذين يجب الإفراج عنهم مقابل الرهائن الإسرائيليين.
ومن المرجح أن تكون تأخيرات نتنياهو في محادثات وقف إطلاق النار بسبب الانتخابات المحتملة، ويُفترض أن يتم مناقشة مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.