بالتفاصيل.. الكشف عن وثائق حرب أكتوبر لأول مرة بمراحلها المختلفة
مارينا فيكتور مصر 2030مفاجأة خاصة تأتي بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر، حيث كشفت وزارة الدفاع المصرية لأول مرة عن مجموعة من الوثائق النادرة التي تتعلق بحرب أكتوبر 1973 بمراحلها المختلفة.
ويعد هذا الأمر بمثابة تحول نوعي غير مسبوق، إذ يأتي ذلك بعد سنوات طويلة من مطالبات بالكشف عنها ظلت خلالها إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يفرج عن وثائقه الخاصة بما تتضمنه من تشويه وتزييف للحقيقة.
البداية: النكسة
تبدأ الوثائق من النكسة التي أدت إلى تدمير حوالي 80% من العتاد الحربي واستشهاد 25000 شخص واحتلال سيناء وتهجير بعض سكان مدن القناة المصرية، والقنيطرة، وهضبة الجولان السورية، وعشرات الآلاف من فلسطين، واحتلال القدس الشرقية، والضفة الغربية، وغزة وفتح باب الاستيطان بها وإغلاق قناة السويس.
وفي غضون ذلك، رفض المصريون تنحي الرئيس جمال عبد الناصر والخروج العظيم للشعب المصري لمطالبته بالاستمرار وإصراره على استعادة الكرامة وتحرير الأرض من خلال لاءات ثلاث وردت في مؤتمر القمة العربية بالخرطوم (لا صلح - لا اعتراف - لا تفاوض) ورفع شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وتتناول الوثائق في تلك المرحلة "الحراك السياسي - ما بعد مبادرة (روجرز) لوقف إطلاق النار 8-8-1970م وحتى صباح 6-10-1973 الحراك السياسي - الاستخدام السياسي لسلاح البترول العربي".
التخطيط الاستراتيجي
وقالت وزارة الدفاع، إن التخطيط الاستراتيجي العسكري المصري لحرب أكتوبر 1973 يرقى إلى أعلى درجات الفكر العسكري العالمي، إذ شمل التوجيه السياسي العسكري للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية وتنظيم التعاون الاستراتيجي والأشراف والمراجعة واختبار التخطيط بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة.
الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران
وتتناول الوثائق إدارة أعمال القتال شرق وغرب القناة وحتي إيقاف إطلاق النيران، وإجراء مباحثات فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الشرق.
وتتطرق الوثائق إلى أكثر موضوعات حرب أكتوبر جدلًا وهي الثغرة وقالت الوزارة في تقديمها لهذا الأمر، إن "الحرب الدعائية والإعلامية هي جزء لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الإسرائيلية، وتضخيم إنجازاتها لتصويرها إعلاميًا على انها انتصارا باهرًا".
وتابعت: "في حين أن معركة الثغرة هي محاولة فاشلة لتقليص حجم الانتصار المصري وحفظ ماء وجهها وكرامتها التي سقطت في الحرب الحقيقية الوحيدة التي خاضتها في مواجهة الجيش المصري رغم الدعم الأمريكي وخسائرها الجسيمة التي دفعتها كثمن لفتح محور الى الضفة الغربية للقناة كما قال موشى ديان في اتصال تلفوني مع شموئيل جونين حيث قال لقد حاولنا وكل محاولتنا ذهبت أدراج الرياح وليس امامنا إلا أن نستمر حتى النهاية المريرة.
فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية
بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر 1973 صدر قرار مجلس الأمن رقم (338) والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973 والذي قبلته مصر ونفذته ولكن خرقته كعادتها إسرائيل ما أدى إلى صدور قرار آخر يوم 24 أكتوبر والتزمت به إسرائيل اعتبارا من يوم 28 أكتوبر، اضطرت بعدها إسرائيل للدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات في شهر أكتوبر ونوفمبر 1973 (مباحثات الكيلو 101 والتي تم فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار وتولي قوات الطوارئ الدولية المراقبة ثم بدأ تبادل الأسرى والجرحى وهذا الاتفاق كان مرحلة افتتاحية في إقامة سلام دائم وعادل).
الإعلام العسكري في حرب 1973
وتتطرق الوثائق إلى دور الإعلام في الحرب، حيث لعب الإعلام المصري عامةً والعسكري خاصةً دورًا هامًا في مجال الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر 1973 ليختلف تمامًا عن الوضع الذي كان عليه ذلك الإعلام خلال حرب يونيو 1967، حيث خرج الإعلام المصري إلى نطاق التأثير الإقليمي والدولي وتوجه نشاطه لكشف النوايا الإسرائيلية والتحم بالأحداث العربية والعالمية.
واكتسب الإعلام ثقة المواطن والشعب المصري بمصداقيته خاصهً خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 رغم أنه لم يتمكن من تغطيتها مباشرة بسبب حرص القيادة المصرية على تحقيق السرية وعدم كشف نيه الهجوم يوم السادس من أكتوبر.