احتفالاً بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. رئيس البرازيل في مصر لمناقشة أبرز قضايا الشرق الأوسط

بدأ رئيس البرازيل، لولا دا سيلفا، يوم أمس الأربعاء، جولة إفريقية تشمل مصر، في الفترة من 14 إلى 18 فبراير لتعزيز الأجندة الدولية للبرازيل مع الدول الإفريقية، سعياً إلى توسيع التحالفات من خلال أجندة جنوبية مشتركة مؤيدة للعالمية.

وتمثل هذه الزيارة الرسمية الأولى لدا سيلفا إلى مصر منذ توليه منصبه في يناير 2023، لكنه كان قد حضر مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ "كوب27" الذي عقد في شرم الشيخ عام 2022 وكان حينها رئيسا منتخبا.

وقالت وكالة البرازيل، إن مكافحة عدم المساواة والجوع، وتحول الطاقة وتغير المناخ، وإصلاح المؤسسات الدولية، فضلا عن توسيع التجارة بين البرازيل والدول الأفريقية، هي بعض القضايا التي من المتوقع أن يتناولها الرئيس لولا خلال جولته التى تشمل مصر وأثيوبيا، بالإضافة إلى الحرب في قطاع غزة، حيث يدعو الرئيس إلى إيجاد حل لبقاء دولة فلسطين، حسبما أفادت وزارة الخارجية.

وعلى المستوى العالمي، تدعو البرازيل إلى إجراء إصلاحات في البنوك الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وكذلك في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كوسيلة لزيادة تمثيل البلدان في العالم. الجنوب العالمي في هذه الفضاءات.

زيارته إلى مصر

وتعد مصر إحدى الدول التي انضمت مؤخرًا إلى مجموعة بريكس، وهي كتلة تجمع الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وفكرة الرحلة هي تعزيز العلاقات بين البلدين.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس لولا بالرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة اليوم الخميس 15 فبراير، ومن المقرر أيضًا القيام بزيارة إلى جامعة الدول العربية.

وعلى الرغم من أنها تعتبر رحلة سياسية أكثر، إلا أنه سيتم أيضًا مناقشة إمكانية توسيع الصادرات الزراعية من البرازيل إلى مصر.

وتأتي زيارة لولا بينما تحتفل مصر والبرازيل بالذكرى المئوية لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية هذا العام، وأشاد السيسي ولولا بالعلاقات المصرية البرازيلية المتميزة للغاية.

وفي الشهر الماضي، دعت الحكومة البرازيلية مصر للمشاركة كضيف في جميع اجتماعات مجموعة العشرين خلال رئاسة البرازيل للمجموعة، التي بدأت في ديسمبر وستستمر لمدة عام واحد.

وفي أكتوبر من العام الماضي، أجرى السيسي ولولا محادثة هاتفية لمناقشة الأزمة في غزة. خلال المكالمة، حث لولا مصر على دعم إجلاء المواطنين البرازيليين الذين يحاولون مغادرة القطاع.

وأكد الزعيمان على أهمية توفير الوصول إلى المساعدات الإنسانية لشعب غزة واتفقا على الحفاظ على مشاورات منتظمة بشأن الأزمات المستمرة، وفقا للرئاسة البرازيلية.

جولة في منطقة الأهرامات الأثرية

أجرى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وقرينته، اليوم الأربعاء، جولة في منطقة الأهرامات الأثرية، رافقهم فيها وزير السياحة السابق الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب مدير اليونيسكو.

وكتب دا سيلفا في منشور عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "خلال زيارة القاهرة، توقفنا عند تمثال أبو الهول وأهرامات الجيزة، هذا الموقع الأثري العظيم للبشرية، الذي تم بناؤه منذ آلاف السنين".

كما شملت جولة لولا الأثرية زيارة المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه قريبا.

اجتماع في جامعة الدول العربية

وتعقد جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، اجتماعًا على مستوى المندوبين الدائمين بخصوص فلسطين، ويحضر الاجتماع رئيس جمهورية البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، حيث يلقي كلمة بعد الجلسة العامة.

وأعلن المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، عن أن دولة فلسطين دعت اليوم الخميس إلى عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين.

وأضاف السفير العكلوك في تصريحات صحفية، أن هذه الدعوة تأتي في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني خاصة في ضوء تدهور الأوضاع بشكل كارثي وغير مسبوق في قطاع غزة عمومًا، ومدينة رفح ومخيماتها بوجه خاص وتكدّس أكثر من مليون ونصف مليون نازح فلسطيني قسرًا في مدينة رفح وتحذيرًا من الخطط والنوايا والممارسات الإسرائيلية التي تنذر بارتكاب إسرائيل لجريمة التهجير القسري إلى خارج الحدود الفلسطينية.

إثيوبيا

وفي إثيوبيا، سيعقد لولا اجتماعات ثنائية مع السلطات وسيحضر، كضيف، جمعية الاتحاد الأفريقي، وهي منظمة تمثل ما يقرب من 50 دولة في القارة ويقع مقرها الرئيسي في أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية.

وبالإضافة إلى الرئيس البرازيلي، فمن المتوقع أن يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعية كضيوف، ومن المقرر أن يجتمع لولا معهما يومي 17 و18 فبراير.

وأضاف كارلوس دوارتي أن الجمعية ستكون فرصة للرئيس لإجراء اتصالات مباشرة مع رؤساء الدول الأخرى في الاتحاد الأفريقي. ووفقا له، يجب على لولا أن يعطي الأولوية في خطابه "لتسليط الضوء على المصادفات بين الأجندات الدولية للبرازيل والدول الأفريقية".