«تسير في الاتجاه الصحيح».. هل تُنهي محادثات القاهرة صفقة وقف إطلاق النار في غزة؟
عبده حسن مصر 2030أكد مسؤولون مطلعون على المحادثات في مصر بشأن تحقيق تقدم بين إسرائيل وحركة حماس نحو التوصل إلى اتفاق يعزز وقف إطلاق النار ويسهم في إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.
وأدلى جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بتصريحات إيجابية خلال اجتماع المفاوضات في القاهرة، مشيراً إلى أنها كانت بناءة وتتجه في الاتجاه الصحيح.
وفي السياق نفسه، تزايدت الدعوات لإسرائيل بتجنب الهجوم المقترح على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تضم أكثر من مليون نازح، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب سياساتها في غزة والضفة الغربية.
وووصف وزير الخارجية الإيطالي الهجوم الإسرائيلي بأنه "غير متناسب"، معبراً عن قلقه إزاء الضحايا الكبيرة في غزة، وعودة جنوب أفريقيا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي تطور آخر، أعلنت فرنسا نيتها فرض عقوبات على عشرات المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، مما يجعلها ثالث دولة تتخذ هذه الخطوة بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
فيما شهدت رفح قصفًا بالدبابات من قبل إسرائيل، وأدى قصف منزل في مخيم النصيرات في وسط غزة إلى مقتل 16 شخصًا وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة.
وفي ساعات متأخرة من يوم الثلاثاء، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وعائلته وهم يقتادون عبر نفق.
كما يُقال إن هذه اللقطات الأبيض والأسود، التي صوّرت في 10 أكتوبر، هي أول ظهور للسنوار منذ الهجوم غير المسبوق الذي وقع في 7 أكتوبر على إسرائيل، والذي اتهم السنوار بالتخطيط له.
ومع بدء المحادثات في القاهرة، تم تداول تقارير تفيد بأن مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، كان في طريقه جوًا للانضمام إلى فرق من حماس وإسرائيل لإجراء مفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمعزل عن التصاعد الدولي للضغوط لدفع المحادثات إلى الأمام.
ويضم الوفد الإسرائيلي رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد بارنيا من الموساد، ورونين بار مدير الشاباك، بينما يشارك في الاجتماع أيضًا قيادات مصرية، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال مسؤول بارز إن الاجتماع سيتمحور حول صياغة مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، مع ضمانات بأن الأطراف ستواصل المفاوضات نحو وقف دائم لإطلاق النار وسط اقتراحات لتحقيق تقدم.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولًا أمريكيًا أكد أن بيرنز كان في طريقه إلى القاهرة بعد تصريحات جو بايدن يوم الاثنين، حيث أعلن عن جهود للتوصل إلى اتفاق يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل، مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين لدى حماس في غزة، حيث تم احتجاز الرهائن خلال الغارة التي نفذها أفراد من حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، وأثارت الرد العسكري الإسرائيلي على غزة، وتعتبر عودتهم أمرًا ضروريًا بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى السعي للقضاء على حماس التي تسيطر على غزة.
وفي مؤتمر صحفي مع عبد الله الثاني ملك الأردن، صرح بايدن للصحافيين أن النقاشات الجارية تشمل نقاطًا أساسية، ورغم وجود بعض الفجوات، إلا أنه شجع القادة الإسرائيليين على مواصلة التفاوض لتحقيق الاتفاق، مشيرًا إلى ضرورة وجود خطة موثوقة لحماية المدنيين في رفح بجنوب غزة حيث يوجد نحو 1.4 مليون نازح.
فعلى الرغم من تأكيد نتنياهو على الموقف الصارم بشأن استمرار الهجمات الإسرائيلية حتى تحقيق النصر الكامل، إلا أن مسؤولين خلف الكواليس أشاروا إلى تقدم في المفاوضات لتحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد، وفقًا لمصادر مطلعة على التطورات المباشرة في المحادثات، وتسير المحادثات قدماً على الرغم من تصاعد هجمات إسرائيل على رفح.
ومؤخرًا تم إطلاق مهمة لإنقاذ رهائن إسرائيليين محتجزين في البلدة على طول الحدود المصرية، مما أسفر عن مقتل 74 فلسطينياً على الأقل وتسبب في دمار واسع النطاق.
وتحمل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار أهمية كبيرة لسكان غزة الذين يعانون من خمسة أشهر من الحرب المستمرة، ويمكن لهذا الاتفاق أن يوفر فترة هدوء مهمة، وقد تعثرت الجهود المبذولة نتيجة للمواقف المتضاربة بين حماس وإسرائيل.
واقترحت إسرائيل وقف إطلاق النار لمدة شهرين، مع الإفراج عن الرهائن مقابل الإفراج عن الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، وسماح لقادة حماس في غزة بالانتقال إلى خارج البلاد.
ولكن حماس رفضت هذه الشروط وطرحت خطة بثلاث مراحل لمدة 45 يومًا، تشمل إطلاق سراح الرهائن تدريجيًا وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
وقد تم التوصل في نهاية نوفمبر إلى اتفاق هش يتضمن هدنة قصيرة سمحت بإطلاق سراح حوالي 100 رهينة في غزة مقابل إطلاق سراح نحو 240 فلسطينيًا معتقلين في إسرائيل.
وأثارت التهديدات بالهجوم الإسرائيلي على رفح قلقًا كبيرًا بين السكان الذين لجأوا إلى المدينة، مثل سماح، التي فقدت منزلها في غارات سابقة، الجو أصبح مليئًا بالخوف، ويرى الناس في رفح أنهم في موقف مأساوي، ويعانون من عدم اليقين حول مصيرهم ومستقبلهم.