من منهم الغالب؟.. خريطة السيطرة الميدانية في السودان
مارينا فيكتور مصر 2030مع استمرار الحرب فى السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضى، تتغير خريطة السيطرة الميدانية، ويزداد الجدل بشأن من الغالب ومن المغلوب فى ساحات الحرب، خاصة مع اشتداد المعارك فى مدينة أم درمان.
ويفصل النيل مدينة أم درمان، عن العاصمة السودانية، الخرطوم، وتشهد المدينة اشتباكات بين الطرفين، حيث يزعم كل طرف أنه يبسط سيطرته، وأن الطرف الآخر يخسر ويتراجع.
وينتهج الجيش السودانى نهجا عسكريا مخالفا لما ظل يتبعه خلال الأشهر الماضية، إذ أضحى يميل إلى العمليات البرية، بعد أن كان يراهن على الطلعات الجوية فى التعامل مع عناصر الدعم السريع.
وبحسب الخبراء، مكن الأسلوب القتالى الجديد القائم على الهجوم، الجيش السودانى من استعادة مواقع حيوية، كانت تسيطر عليها الدعم السريع فى أم درمان، وبخاصة منطقة السوق الشعبى والمنطقة الصناعية وما جاورها.
وتمكن الجيش من طرد عناصر الدعم السريع من ثلاثة أبراج فى أم درمان، كانت تمثل حائط صد فعلى لها، ضد أى هجوم محتمل من الجيش، لأن الأبراج كانت تضم ما لا يقل عن 150 قناصا، موزعين فى اتجاهات عدة.
من جانبه، نفى مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، طرد قواتهم من أى منطقة فى أم درمان، لافتا إلى أن "الجيش نفذ هجوما خاطفا وصل من خلاله إلى مناطق لا تبعد كثيرا عن مواقع سيطرة الدعم السريع، قبل أن يتم طرده منها لاحقا".
وقال الباشا فى تصريحات صحفية، إن "الجيش حاول استعادة مقر الإذاعة من سيطرة قوات الدعم السريع، لكن تصدت له القوة الموجودة هناك، وألحقت به خسائر فادحة".
وتسيطر قوات الدعم السريع على مقر الإذاعة السودانية الواقع فى أم درمان، منذ اليوم الأول للحرب، وتنتشر فى عدد من أحياء المدينة، كما أنها نفذت محاولات متعدد للاستيلاء على مقر سلاح المهندسين الواقع جنوبى المدينة.
أهم القواعد العسكرية
منذ اندلاع الحرب سعت قوات الدعم السريع للسيطرة على مقر سلاح المهندسين التابع للجيش السودانى فى أم درمان، لكن محاولاتها فشلت.
ويسيطر الجيش كليا على كامل منطقة سلاح المهندسين، فيما تضرب قوات الدعم السريع حصارا محكما على الجيش فى تلك المنطقة.
ويسيطر الجيش على منطقة "وداى سيدنا" التى تقع فى أم درمان، وتعد من أهم القواعد العسكرية، كونها تضم قيادة سلاح الجو، وزادات أهميتها مع اندلاع المعارك الحالية فى السودان.
ولعب سلاح الجو التابع للجيش دورا محوريا فى العمليات القتالية الدائرة حاليا، حيث كثف طلعاته الجوية على تمركزات قوات الدعم السريع منذ الساعات الأولى لتفجر القتال بين الطرفين.
ومنذ اندلاع القتال، تحاول قوات الدعم السريع عبور جسر الحلفايا من ناحية الخرطوم بحرى (شرقى النيل)، للوصول إلى منطقة "وادى سيدنا" العسكرية فى أم درمان (غربى النيل)، لكن الترسانة العسكرية التى ينشرها الجيش صعبت المهمة.
ومؤخرا استخدمت قوات الدعم السريع راجمات صواريخ بعيدة المدى لقصف منطقة "وادى سيدنا" العسكرية، إذ أعلن الناطق باسمها فى بيانات متعددة، أن القذائف تسببت فى تدمير طائرات ومقتل عدد من ضباط وجنود الجيش فى تلك القاعدة.
وفى الشهور الأولى للحرب، سيطرت قوات الدعم السريع على القصر الجمهورى وعلى مقار عدد من الوزارات، وكذلك المنطقة العسكرية الاستراتيجية فى وسط الخرطوم، بجانب مقر التصنيع الحربى، ومطار الخرطوم الدولى، ومنطقة جبل الأولياء العسكرية فى جنوب الخرطوم.