«يوهان فلوديروس».. قصة دبلوماسي سويدي يُواجه شبح الإعدام في إيران
عبده حسن مصر 2030تعيش عائلة دبلوماسي سويدي يُدعى يوهان فلوديروس، في حالة من القلق المستمر حيال مصير أحد أفرادها المسجون في إيران منذ أكثر من 663 يومًا، حيث يواجه خطر الإعدام أو السجن مدى الحياة بعد طلب الادعاء أقصى عقوبة في قضيته خلال الأيام المقبلة.
"لا يمكنني تصديق ما يحدث، إنه أخي، يبدو أنهم يرغبون في القضاء عليه؟"، هكذا قالت إنجريد، شقيقة يوهان فلوديروس، متابعة: "فصعب جدًا على العقل تصديق ذلك، وأشعر بالحزن الشديد لوحدته هناك، عندما أرى صوره، أتمنى فقط أن أكون بجانبه".
فلوديروس، الذي حاز على درجتين من جامعتي أكسفورد وسواس في لندن، بالإضافة إلى درجة من جامعة أوبسالا، كان يعمل في مكتب أفغانستان المرتبط بقسم الخدمات الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقد تم اعتقاله في 17 أبريل 2022 في مطار طهران بعد زيارته لصديق يعمل في السفارة السويدية في إيران.
وكان فلوديروس يقوم بزيارات متكررة إلى إيران في إطار برامج مشتركة بين الاتحاد الأوروبي وإيران لدعم البالغين والأطفال الأفغان الذين فروا من طالبان.
ويؤكد المتحدث الرسمي باسم جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بأن السيد فلوديروس بريء تمامًا، ولا يوجد أي سبب لاحتجازه.
ويواصل الاتحاد الأوروبي دعوته إلى الإفراج الفوري عن يوهان فلوديروس، ولم تتم الكشف عن هوية يوهان فلوديروس إلا في سبتمبر الماضي، حيث اعترفت عائلته بفشل "الدبلوماسية السرية".
وتحث إنغريد فلوديروس، المتواجدة في بروكسل لدعم شقيقها في حملته الانتخابية، السويد على المطالبة بإطلاق سراحه.
وفي ديسمبر، وُجهت ليوهان فلوديروس اتهامات بـ "التعاون الاستخباراتي المكثف مع نظام الاحتلال الصهيوني" و"الفساد في الأرض".
وأفادت الأسرة الشهر الماضي بأن النيابة العامة تسعى لإصدار حكم بالإعدام في القضية، مما يشير إلى إمكانية صدور الحكم في وقت مبكر من يوم الأحد.
وقالت إنغريد: "ندرك تمامًا أن يوهان بريء وأنه تم استخدامه كأداة في بعض الألعاب السياسية.
ولم يُصدر الحكم بعد، ومع ذلك، يبدو أنهم يسعون لفرض عقوبة الإعدام عليه. لا أتوقع سوى صدور حكم بالإعدام أو السجن مدى الحياة على الأقل، هذا ما يتوقعه الجميع، وبالطبع، أتمنى أن يكون الوضع مختلفًا، وأن يقولوا: قد ارتكبنا خطأً، سنعوضك، ولكنني لا أرى أن ذلك سيحدث."
وتابعت أن الأسرة في صدمت عندما اكتشفت أن المدعين كانوا يطالبون بعقوبة الإعدام، فكان الأمر كما لو كانت الأرض تهتز.
وطوال الوقت، كنت أتوقع عقوبة السجن مدى الحياة، ولكن بعد ذلك سمعت هذا كان الأمر صعبًا للغاية، خاصة بالنسبة لأمي، انها بالكاد تستطيع الوقوف، إنه أمر صعب للغاية بالنسبة لها؛ يوهان هو ابنها الأصغر.
وتدعم وجهة نظر إنجريد بأن السويد بحاجة إلى تغيير المسار تجربة اثنين من السجناء السابقين الذين حضروا حدث الحملة في بروكسل، مستشار السفر الأيرلندي برنارد فيلان وعامل الإغاثة الإنسانية البلجيكي أوليفييه فانديكاستيلي.
وتشعر عائلة فلوديروس بالقلق بشأن حالة يوهان، وتؤكد أنه لا يمكنهم الصمت بعد هذه الفترة الطويلة التي قضاها في الزنزانة.
وفي تصريح لأنصاره في بروكسل، أكد برنارد فيلان أن "التزام الصمت لن يحل المشكلة".
كما ينقل عن إنغريد، شقيقة يوهان، قلقها العميق بشأن حالته. تشير إلى أنه قد قضى ما يقرب من عامين في ظروف قاسية داخل زنزانته، حيث الإضاءة المستمرة والأرضية المغطاة بالبطانيات.
وأضافت إنغريد أنها آخر مرة تحدثت فيها مع شقيقها كانت قبل عيد الميلاد، حيث كان يقسم طعامه مع زملائه في الزنزانة، مما يجعلها تدعو لنقله إلى سجن عام.
وتبدي العائلة قلقها أيضًا من عدم توفر الرعاية الطبية الكافية ليوهان، وتطالب بزيارات قنصلية أو حكومية لضمان معالجته الصحيحة، كما تشعر بالقلق من تصاعد التوترات الدولية وتأثيرها على سلامة يوهان.
وتعكس إنغريد أن الدعم العام يلعب دورًا مهمًا في محاولة الحفاظ على استقرار يوهان، وتشير إلى أنه في ظروف الاعتقال، يكون الدعم المعنوي من الوطن ضروريًا للمحافظة على العقلية.
فيما ترغب وزارة الخارجية في استخدام كل الوسائل المتاحة لها لضمان إطلاق سراح يوهان فلوديروس، وهذا ما أكده متحدث باسم وزارة الخارجية السويدية.
ويتم التركيز بشكل مكثف على هذا الأمر، وتؤكد الوزارة بوضوح عدم وجود أي أسباب لاحتجازه، وتطالب بإعادته إلى منزله دون محاكمة.
وأكد المتحدث أنهم لن يتخلىوا عن مساعيهم حتى يتم الإفراج عنه، وأنهم سيتصرفون بحزم إذا تم مناقشة القضية علناً.
من جانبه، يستمر الممثل السامي للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في رفع قضية فلوديروس بشكل مستمر والتواصل مع السلطات الإيرانية، ويقدم الدعم القنصلي بالتنسيق مع السلطات السويدية.