تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل.. كيف أحدث انقسامًا داخل الكونغرس الأمريكي؟
يقوم مجلس النواب الأمريكي بالتصويت في الأسبوع المقبل على مقترح لتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 17.6 مليار دولار، دون أي خفض في الإنفاق أو مساعدة لأوكرانيا، وفقًا لتصريحات مايك جونسون، رئيس المجلس.
وأبلغ جونسون زملاءه الجمهوريين في مجلس النواب أن التصويت سيتم، مع انتقاده لخطوة مجلس الشيوخ الأمريكي المتمثلة في ربط تمويل إسرائيل في ضرباتها العسكرية في غزة بمساعدة أوكرانيا في صد الغزو الروسي.
كما يهدف إجراء الكونغرس إلى ربط مجموعة من الإجراءات الصارمة المتعلقة بالحدود واللجوء، التي يفضلها اليمينيون، بمساعدة إسرائيل، وفي محاولات مجموعة من الأحزاب في المجلس للتوصل إلى حل وسط بشأن الأهداف المتباينة قد شهدت تطورًا.
وكانوا يسعون إلى إيجاد أرضية مشتركة تتزايد ندرتها بين الجمهوريين والديمقراطيين. ومع ذلك، أعرب جونسون، الذي ينتمي إلى الجمهوريين ويمثل تيارًا يمينيًا متشددًا في شمال غرب لويزيانا، عن اعتقاده بأن حزمة الإجراءات التي اقترحها مجلس الشيوخ لن تحظى بتأييد مجلس النواب.
وذلك لأنها لم تكن بما فيه الكفاية صارمة على الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، وأشار جونسون في رسالته إلى زملائه الجمهوريين في مجلس النواب إلى أن فشلهم في إشراك مجلس النواب في المفاوضات أدى إلى ضياع القدرة على النظر السريع في أي تشريع.
وأعلن عن نية مجلس الشيوخ لمناقشة حزمة تكميلية مستقلة لإسرائيل في الأسبوع المقبل، والأولوية بالنسبة لجونسون هي عزل وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، مع توقع التصويت في مجلس النواب الأسبوع المقبل.
وبعض الجمهوريين يبديون ترددهم في التوصل إلى حل وسط بشأن الهجرة أو أوكرانيا، خوفًا من أن يستفيد دونالد ترامب، الذي يحافظ على تأثير قوي في حزبه ويسعى إلى الانتخابات القادمة.
كما يبدو أن مجلس الشيوخ غير واضح فيما يتعلق بتقديم مشروع قانون يُقدم مساعدات عسكرية فقط لإسرائيل لمواصلة حربها ضد حماس، وقد أدى هذا الجهد بالفعل إلى تدمير جزء كبير من غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية بين الفلسطينيين.
ويفضل زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، العمل على حزمة شاملة تدعم أوكرانيا وإسرائيل، مع فرض قيود جديدة على الهجرة.
والبيت الأبيض تحت إدارة جو بايدن أعلن أنه لا يؤيد مشروع قانون يقدم مساعدة لإسرائيل فقط، وجون كيربي أشار إلى استخدام حق النقض ضد هذا المشروع.
عضو الكونجرس براد شنايدر، الذي كان يدعم إسرائيل بشدة، عبر عن رفضه لمشروع القانون في بيان يوم السبت، يؤكد أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة من حماس وحزب الله المدعوم من إيران والتحالفات الأخرى، ويعتبر دعم الولايات المتحدة لها أمرًا ضروريًا، فمن السذاجة أن نظن أن ما يحدث حاليا في الشرق الأوسط لا علاقة له بما يجري في أوكرانيا في نفس الوقت.
وإذا فاز فلاديمير بوتين في أوروبا، فإن المساعدات التي نقدمها لإسرائيل اليوم لن تكون سوى جزء ضئيل من ما سيكون هناك حاجة ملحة إليه عندما تواجه إسرائيل تنامي قوة حزب الله، بدعم من إيران المتجرأة وروسيا التي تزداد قوة، وأضاف قائلا: من الغباء أيضاً عدم تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين العالقين في وسط الحرب في قطاع غزة.
كما أنه من المخزي أن يرفض رئيس مجلس النواب جونسون والحزب الجمهوري في مجلس النواب تكثيف الجهود وضمان استمرار الولايات المتحدة في قيادة ودعم حلفائنا في وقت الحاجة.
