ذكرى مرور عام على الزلزال المدمر.. أسوأ كارثة في التاريخ الحديث
تمر علينا فى هذه الأيام، ذكرى زلزال تركيا 6 فبراير 2023 وهو أسوأ كارثة بيئية فى التاريخ الحديث، حيث خلف أكثر من 53 ألف قتيل فى جنوب شرق البلاد.
وخلال 65 ثانية أدت الهزة الأرضية العنيفة إلى مقتل 53,537 شخصا، بحسب أحدث حصيلة نشرتها السلطات، يوم الجمعة الماضية، دفنوا تحت أكوام من الإسمنت بعدما انهارت عليهم المبانى حيث يقطنون متحولة إلى أنقاض.
كما سجل مقتل 6 آلاف شخص فى سوريا المجاورة ما رفع حصيلة الكارثة فى البلدين إلى حوالى 60 ألف قتيل، لتصبح من بين أكثر 10 كوارث حصدا للأرواح خلال المئة عام الماضية. ووصفها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بـ"كارثة القرن".
وطالت آثار الزلزال إحدى عشرة مقاطعة من الأفقر فى تركيا ملحقة أضرارا بـ 14 مليون تركى، ما زال عدد كبير منهم فى حالة صدمة.
ودمرت إنطاكيا القديمة الواقعة فى محافظة هاتاى المتاخمة لسوريا بنسبة 90%.
وفى المجمل انهار أكثر من 100 ألف مبنى جراء الزلزال، وتضرر 2.3 مليون مبنى آخرين، ويعيش 700 ألف شخص فى حاويات.
الذكرى السنوية.. "هل يسمعنا أحد؟"
وفجر الثلاثاء، تحل الذكرى السنوية، عند الساعة 04:17 لحظة وقوع الزلزال الذى حصد أرواح أشخاص كانوا نائمين.
ويعتزم ناجون فى هاتاى فى إطار تحرك سمى "منصة 6 فبراير" التجمع للصراخ معا كما فعلوا فى تلك الليلة قائلين "هل يسمعنا أحد؟".
ووقع الزلزال بينما كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يقود حملته الانتخابية تمهيدا لإعادة انتخابه، ووعد فى خضمها ببناء 650 ألف وحدة سكنية جديدة خلال العام.
وأكدت وزارة البيئة بعد مرور أحد عشر شهرا أن نصف المبانى الموعودة باتت قيد الإنشاء، وأن 46 ألف مسكن جاهز للتسليم حاليا.
وسلم الرئيس التركى، السبت، مفاتيح أول 7 آلاف مسكن لعائلات فى هاتاى سحبت أسماؤها بالقرعة.
وقال إن "الهدف هو تسليم ما بين 15 و20 ألف منزل شهريا". وأضاف أمام عدد من الناجين "من المستحيل أن نعيد الأحياء الذين فقدناهم، ولكن يمكننا تعويض خسائركم الأخرى".
ودعا أردوغان الذى دشن أيضا مستشفى بسعة 200 سرير فى الاسكندرونة على ساحل هاتاى، المواطنين إلى "الوثوق بالدولة والوثوق به".
وسيتوجه الرئيس التركى، الأحد، إلى غازى عنتاب والثلاثاء إلى كهرمان مرعش التى تشكل معقلا لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وصوت سكانها بأغلبية ساحقة لصالح إعادة انتخابه فى مايو الماضى.
"ثمن باهظ"
ودفعت تركيا ثمنا باهظا بسبب رداءة نوعية البناء، وفساد مطورى عقارات متهمين ببناء مساكن على أراض غير مستقرة فى انتهاك لقواعد السلامة وباستخدام مواد بناء رخيصة وإنشاء طوابق إضافية بشكل غير قانونى، على الرغم من مخاطر الزلازل العالية فى البلاد.
