لماذا تحتفل الكنيسة المصرية بعيد الميلاد 7 يناير.. والغرب 25 ديسمبر؟
هبة أحمد مصر 2030مع بداية العام الجديد ووسط احتفالات رأس السنة التي ينتظرها الجميع بشغف كل عام، ليودعوا ما مضي من ذكريات ويستقبلوا عامًا جديدًا بأمنيات كثيرة.. يتأتي السؤال الذي يتكرر كل عام عن موعد الكريسماس أو عيد الميلاد هل هو يوم 25 ديسمبر أم يوم 7 يناير؟.
عيد الميلاد أو الكريسماس هو عيد مسيحي يُحيي ذكرى ميلاد السيد المسيح
في الواقع يختلف توقيت احتفال الكريسماس بين الشرق والغرب.. ففي الولايات المتحدة يحتفل مسيحيو الغرب بعيد ميلاد السيد المسيح في يوم 25 ديسمبر من كل عام ويرجع ذلك لاختلاف التقويم حيث يتبع الغرب التوقيت اليوناني الغربي.
ويرجع ذلك الاختلاف قديما عندما حدد «مجمع نيقية» عام 325 ميلادياً، موعد احتفال المسيحيين بالعالم بمولد السيد المسيح، وذلك بعد حسابات فلكية وعلمية أثبت أنه يوم 25 ديسمبر من كل عام وفقاً للتقويم الميلادي، نظراً لأن الحسابات الفلكية أكدت أن هذا اليوم هو الأطول ليلًا والأقصر نهارًا، وذلك يتوافق مع ما جاء في كتابات تلاميذ السيد المسيح، بأن اليوم الـ25 من الشهر التاسع بالتقويم العبري هو نفس اليوم الـ29 من الشهر الرابع بالتقويم القبطي.
استقر احتفال العالم بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر من كل عام، ولكن حدث الاختلاف في مواعيد الاحتفال، ليس لسبب عقائدي، ولكن الاختلاف جاء بناء على الاختلاف في التقويم.
ففي عهد البابا جريجوري بابا روما وقتها، رصد العلماء أن يوم 25 ديسمبر، اليوم المحدد للاحتفال، ليس هو اليوم المناسب حيث لا يقع في أطول ليل وأقصر نهار كما كان يعتقد العلماء من قبل، بل وجدوا أن هناك فرقاً في عدد الأيام، وقدرته وقتها بحوالي 10 أيام، وحتى يصبح يوم 25 ديسمبر هو المناسب للاحتفال ويقع في أقصر نهار وأطول ليل، وجد علماء الفلك بعد البحث أن السبب وراء هذا أخطاء في حسابات فلكية، حيث ظل هناك اعتقاد سائد بأن كوكب الأرض يكمل دورته حول الشمس 365 يوماً و6 ساعات، بل ظهر فكر آخر بأن الأرض تكمل دورتها حول الشمس كل 375 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، وتم رصد ملاحظة أن الفارق 11 دقيقة و14 ثانية.
ومنذ انعقاد مجمعة نيقة لتحديد موعد الاحتفال، وحتى عام 1582، أصبح الفارق 10 أيام في الاحتفال، ليقرر بابا روما وقتها حذف 10 أيام من التقويم الميلادي، حتى يتوافق يوم 25 ديسمبر في اليوم الأطوال ليلاً والأقصر نهاراً.
وقررت الكنيسة الكاثوليكية أن تتبع تقويماً جديداً يسمى التقويم الجريجوري أو الميلادي وهوالتقويم الذي يتم استخدامه في أكثر دول العالم، لأنه أقرب إلى التقويم الشمسي من التقويم اليولياني «تقويم وضعه يوليوس قيصر في سنة 46 قبل الميلاد لمحاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365,25 يوم مقسمة على 12 شهرا».
واختارت الكنيسة المسيحية الغربية «البابا يوليوس الأول» يوم 25 ديسمبر ليكون يوم عيد الميلاد أو الكريسماس.
وعلى الجانب الآخر لم تطبق الكنيسة المصرية ومسيحيو الشرق هذه التعديلات والحسابات الفلكية وتحتفل بعض الكنائس الشرقية وفي مقدمتها الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية التي تستخدم التقويم اليولياني الأقدم بالكريسماس في يوم 7 يناير من كل عام، أي بعد 13 يوماً من التقويم الجريجوري.
وتشمل الكنائس الأرثوذكسية التي لا تزال تحتفل بالكريسماس بتاريخ 7 يناير: الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والكنائس الأوكرانية والصرب ورهبان جبل آثوس في اليونان.
ويشترك المسيحيون سواء في الغرب أو الشرق، في الاحتفال بهذه المناسبةعن طريق شجرة عيد الميلاد وتزيينها وتبادل الهدايا، وإقامة الاحتفالات الدينية في الكنائس، وإقامة العزائم والتجمعات العائلية في اليوم التالي.