بسبب حادث البرج 22.. هل تنتقم أمريكا من أذرع إيران في سوريا والعراق؟
عبده حسن مصر 2030أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة أصدرت أوامر بتنفيذ سلسلة من الضربات الانتقامية على مدى عدة أيام ضد الميليشيات المدعومة من إيران، وأشار إلى أن جميع الطائرات بدون طيار المشاركة في الهجمات تعود إلى أصول إيرانية.
ومن المتوقع أن تستهدف الضربات الميليشيات في مناطق بسوريا وربما في العراق، ولكن لم يتم تحديد التوقيت أو المكان الدقيق من قبل أوستن.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في البنتاغون، أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الرد الأمريكي على الهجوم الذي استهدف قواته متعدد المستويات، وأن القوات لديها القدرة على الرد بشكل متكرر حسب الضرورة، وأعرب عن تطلعه لمحاسبة المسؤولين واستنزاف قدراتهم تدريجياً.
كما أوضح أوستن أن السلطات الأمريكية قد تداركت الأمور بعناية لضمان عدم تصاعد الوضع بشكل كبير، مشيراً إلى أن إدارة الأزمة كانت أولوية مستمرة.
ووقع الحادث على الحدود بين الأردن والعراق وسوريا يوم الأحد، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 30 آخرين جراء غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية صغيرة نسبياً، ويُعتبر هذا الحادث الأول من نوعه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر.
ومن جانبها، حذرت إيران الولايات المتحدة من التصعيد وشددت على أنها سترد بسرعة وقوة في حال شنت الولايات المتحدة أي هجوم على أراضيها.
وأكد أوستن أن الولايات المتحدة غير في حالة حرب مع إيران، وأنها لا تملك معلومات مؤكدة بشأن ما إذا كانت إيران على علم بالضربات التي تم تنفيذها بواسطة طائرات بدون طيار يوم الأحد أو لا.
كما أبدى بعض التحفظ قائلاً: "الأمر لا يهم لأننا نعلم أن إيران تدعم وتمول هذه الجماعات، وفي بعض الحالات تقوم بتدريبها".
وأشار أوستن إلى أنه من دون الدعم الإيراني، لن يكون من الممكن تنفيذ هذه الهجمات، وتجنب التأكيد على أن التأخير في الرد الأمريكي يعني أن كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين قد غادروا سوريا إلى إيران، حيث سيكونون أقل عرضة لمواجهة هجوم أمريكي.
وبالنسبة لتصريحات كتائب حزب الله المدعومة من إيران بتعليق هجماتها على القواعد الأمريكية داخل العراق، قال: "نحن نستمع دائماً إلى ما يقوله الناس، ونراقب أيضاً ما يفعلونه. الأفعال هي المهمة، لذا سنرى ماذا سيفعلون".
وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" يوم الخميس أن قائداً إيرانياً كبيراً قد سافر إلى بغداد والتقى بمسلحين تدعمهم طهران بهدف التشجيع على وقف التصعيد الفوري.
كما اعترف أوستن بوقوع 160 ضربة على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
ووصف معظم هذه الضربات بأنها غير فعالة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة كانت قادرة على الدفاع عن نفسها.
وأضاف أنه عندما توجه الضربة، فإنهم سيأخذون القدرة، وأشار إلى أن الهجوم الأخير كان مروعًا واستهدف مناطق النوم في قاعدتهم.
وأكد أنهم سيُردون في الوقت والمكان الذي يختارونه، مشيرًا إلى أن الجماعات الموالية لإيران كانت تهاجم قواتهم قبل 7 أكتوبر.
وأشار إلى عدم وجود صيغة محددة لتحقيق الأهداف المتنافسة للولايات المتحدة، وأنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لحماية قواتهم وتجنب التصعيد.
حيث تتعرض إدارة بايدن لضغوط متزايدة في أعقاب الهجوم المميت على قاعدة أمريكية، خاصة مع بدء حملة إعادة الانتخابات الرئاسية بشكل جدي. وتتهم الجمهوريين بايدن بالضعف وترك القوات الأمريكية في المنطقة.
ويعتقد البيت الأبيض أن عليها رفع مستوى ردها لردع المزيد من الهجمات، دون أن تصل إلى حد التصعيد الكبير، وكانت أولوية الرئيس في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس هي الحد من انتشار الصراع، وتجنب نشوب صراع مباشر بين الولايات المتحدة وإيران بأي ثمن.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن التوسط لوقف إطلاق النار في غزة قد يخفف الضغط على القوات الأمريكية في البحر الأحمر وفي جميع أنحاء المنطقة.
وأعلنت قطر في وقت متأخر من مساء الخميس أن حماس أبدت تأكيدًا إيجابيًا مبدئيًا لاتفاق يشمل هدنة وإطلاق سراح رهائن.
وفي تصريحاته يوم الخميس، عبر أوستن عن تبريره للضربات المشتركة التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مواقع الحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى استمرار الحوثيين في ارتكاب أعمال غير مسؤولة وغير قانونية تمامًا.
وأكد: "سنظل جادين بشأن حرية الملاحة، وهناك جهات أخرى في العالم تراقبنا لتقييم جدارتنا، ونحن جادون".
وأضاف: "تكلف ذلك الدول والشركات أموالًا كبيرة"، مدعيًا إيران بوقف تزويد الحوثيين بالأسلحة المتطورة التي تستخدم في هجماتهم على السفن التجارية.
وأشار إلى عدم وجود أدلة حتى الآن على ممارسة الصين ضغوطًا على إيران للضغط على الحوثيين لوقف الهجمات ووقف تزويدهم بالأسلحة.