بعد إعلان تعليق هجماتها على القوات.. هل يخشى حزب الله من رد الفعل الأمريكي؟
تساؤلات كتير أثارها قرار "حزب الله" العراقى تعليق عملياته ضد القوات الأمريكية فى المنطقة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن، الرد على الهجوم الذى أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة 40 آخرين فى الأردن.
وأعلنت الميليشيا المدعومة من إيران، يوم الثلاثاء، فى بيان اها، وقف كل الهجمات على القوات الأمريكية لعدم رغبتها فى إحراج الحكومة العراقية، زاعمة بأن لديها خلافات مع طهران بشأن عملياتها.
وقالت إن إيران وحلفاء آخرين "غالبا ما يعترضون على الضغط والتصعيد ضد القوات الأمريكية".
و المليشيات فى العراق، بشكل من الاستقلالية أو اللا مركزية، لتبرئة إيران حتى لا تتحمل مسؤولية أى فعل تقوم به، لكنها فى الحقيقة كلها تأتمر بأمر خامنئى وتحت نفوذ مباشر لإسماعيل قاآنى قائد فيلق القدس، الجناح الخارجى للحرس الثورى الإيرانى.
لماذا أعلنت "الكتائب" تعليق الهجمات؟
نقلت وكالة رويترز عن أربعة مصادر وبينهم سياسى شيعى ومسؤول عراقى وشخص اجتمع بفصائل مسلحة فى الأيام القليلة الماضية، إن قتل جنود أميركيين فى الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، كان خطوة ذهبت بعيدا، بمعنى أنها تجاوزت الخط الأحمر.
وقالت المصادر إن طهران، خوفا من رد فعل أميركى واسع النطاق، قالت علنا إنها غير متورطة وبعثت رسائل غير معلنة إلى "كتائب حزب الله" للتوقف، وساعدت فصائل شيعية عراقية مشاركة فى الحكومة فى التوسط لإنهاء الهجمات.
وقال سياسى شيعى مطلع "يأتى هذا نتيجة لضغوط داخلية ولرغبة جارتنا (إيران) فى وقف التصعيد".
ويعتقد أن إعلان "كتائب حزب الله" العراقية جاء كمحاولة لتظهر أن الأمريكيين حققوا نوعا من الردع، وفى الوقت يظهر أن إيران غير مسؤولة بشكل مباشر عن الهجوم فى الأردن.
"لا نصدقهم"
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى، يوم أمس الأربعاء: "لا نصدق ما تقوله مجموعة مثل حزب الله العراقى".
ويعتقد الخبراء أن هناك مصلحة أميريكية إيرانية فى عدم الانزلاق إلى حرب إقليمية.
ولا تريد الولايات المتحدة توسعة الصراع مع استمرار الحرب الإسرائيلية فى غزة والحرب فى أوكرانيا والتوترات فى بحر الصين الجنوبى.
وفى عام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى وزعيم "كتائب حزب الله" أبو مهدى المهندس فى غارة بطائرة مسيرة على مطار بغداد الدولى.
وجاءت الضربة بعد أيام من تحميل الولايات المتحدة "كتائب حزب الله" مسؤولية مقتل مقاول أميركى.
ويخشى مسؤولون عراقيون من أن يؤدى رد فعل قوى مماثل إلى دورة جديدة من العنف.
وكان حينها على سدة الحكم فى الولايات المتحدة دونالد ترامب الذى كان يمارس سياسة الضغوطات القصوى، لكن سياسة إدارة بايدن مختلفة خاصة مع استمرار الحرب فى غزة وأوكرانيا والتوترات فى بحر الصين الجنوبى.
