بداية مأساة جديدة.. ماذا يعني قطع تمويل ”الأونروا” لملايين الفلسطينيين؟
مارينا فيكتور مصر 2030في خطوة ستزيد مأساة أهل غزة، وترفع من أعبائهم التي لا تنتهي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، سحبت العديد من الدول الغربية تمويلهم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وسحبت أمريكا وما لا يقل عن 12 من حلفائها التمويل في أعقاب مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن بعض موظفيها متورطون في عمليات الـ7 من أكتوبر.
ويعني ذلك أن هذه الدول ستقطع مساعداتها عن ملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون على الأونروا للحصول على لقمة عيشهم، وبالتالي سيتمكن الاحتلال من تهجيرهم قسريا بحثا عن غذاء ومأوى.
ووقف تمويل الوكالة يعنى وقف خدمات التعليم والرعاية الصحية لملايين من اللاجئين الفلسطينيين.
مساعدات الأونروا للاجئين الفلسطينيين
وتقدم "الأونروا" مجموعة واسعة من المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم، كما أنها مصدر رئيسي لتوظيف اللاجئين، الذين يشكلون معظم موظفيها البالغ عددهم أكثر من 30 ألف موظف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولديها مكاتب تمثيلية في نيويورك وجنيف وبروكسل.
ويتمركز أكثر من 10 آلاف من موظفيها في قطاع غزة، ووقف تمويلها يعنى وقف خدماتها للاجئين الفلسطينيين.
وكانت آخر ميزانية لها في العام الماضي، بلغت 1.6 مليار دولار، خصص معظمها للتعليم والرعاية الصحية، تليها خدمات أخرى مثل البنية التحتية وتحسين مخيمات اللاجئين.
قامت الوكالة بتزويد سكان غزة بكل شيء بدءً من الغذاء والرعاية الصحية وحتى التعليم والدعم النفسي على مدى عقود، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ووقفها يعني قطع هذه الرعاية.
وتتولى الأونروا، إلى جانب الهلال الأحمر الفلسطيني، توزيع جميع مساعدات الأمم المتحدة القادمة إلى الأراضي الفلسطينية تقريبًا، وتمتلك الوكالة 11 مركزًا لتوزيع المواد الغذائية على مليون شخص في غزة.
فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الحاجة إلى استمرار تقديم الدعم للأونروا لمواصلة دورها الإنساني، داعيًا المانحين - خاصة أولئك الذين أوقفوا مساهماتهم – إلى ضمان استمرارية عمليات الأونروا، وشدد على ضرورة تلبية الاحتياجات الماسة للسكان اليائسين في قطاع غزة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن الأمين العام أكد أهمية ضمان أن يتم التحقيق في الادعاءات بمشاركة عدد من موظفي الأونروا في هجمات 7 أكتوبر بأسرع ما يمكن وبكفاءة قدر الإمكان.
وبالإضافة إلى برامجها في قطاع غزة، تقدم الأونروا مساعدات إنسانية حيوية للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وفي قطاع غزة، تقدم الوكالة الأممية المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من مليوني مدني، وتدير ملاجئ تأوي أكثر من مليون شخص، وتوفر الغذاء والمياه وخدمات الرعاية الصحية.
من جانبه قال المفوض العام لـ (الأونروا) فيليب لازاريني "إنه لأمر صادم أن يتم تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على ادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين، خاصة بالنظر إلى الإجراء الفوري الذي اتخذته الوكالة بإنهاء عقودهم وطلب إجراء تحقيق مستقل وشفاف".
وأكد لازاريني، في بيان له، أن الأونروا هي الوكالة الإنسانية الرئيسية في غزة، حيث يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة.