لماذا تتمسك إيران ببطاقة ”الإنكار” والابتعاد عن تصرفات أذرعها في المنطقة؟
مارينا فيكتور مصر 2030تتمسك طهران ببطاقة "إنكار" ارتباطها بأي أعمال تقوم بها أذرعها في المنطقة، لتجنب وقوعها في "فخ" المواجهة المباشرة مع الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية.
وتواجه إيران تحديا كبيرا وسط الأحداث المشتعلة في الشرق الأوسط، بداية من هجوم حماس في 7 أكتوبر والذي نتج عنه هجوم إسرائيلي متواصل على قطاع غزة لا ينتهي حتى هذه اللحظة، وصولا إلى الهجوم على قاعدة أمريكية في الأردن مما تسبب في مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات.
رسائل خلف الأبواب
وعقد المرشد الإيراني علي خامنئي اجتماعا لقادة الميليشيات الموالية، عبر تحالف تسميه طهران "محور المقاومة"، عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وأشاد خامنئي بهجوم حماس واعتبره "نصرا ملحميا"، لكنه من الناحية الأخرى، أكد لقادة حماس أن طهران ليس لديها نية للدخول مباشرة في الصراع وتوسيع الحرب، وهو ما أشار إليه تقرير جديد من "وول ستريت جورنال".
لحظة الحقيقة لمحور إيران
يواجه محور إيران "لحظة الحقيقة" الآن، حيث يؤجج حلفاء إيران المزيد من الحرائق في جميع أنحاء المنطقة، بدءا من الهجمات على السفن في البحر الأحمر إلى غارة الطائرات بدون طيار في الأردن، كل هذا يدفع طهران إلى حافة "الصراع المباشر" مع واشنطن، الذي طالما سعت لتجنبه.
وتشكل القوة العسكرية والمالية الإيرانية العمود الفقري لهذا التحالف، لكن طهران لا تمارس القيادة والسيطرة "الكاملة" عليه، وفقا للصحيفة.
هجوم البرج 22
وحمل المسؤولون الأمريكيون، مسؤولية الهجوم في غارة طائرات بدون طيار التي وقعت الأحد مستهدفة قاعدة عسكرية على حدود سوريا والعراق أطلق عليها "البرج 22"، على جماعة مدعومة من إيران، وقال البيت الأبيض الاثنين إنه يعتقد أن الجناة مدعومون من الحرس الثوري وهم تابعون على الأغلب لكتائب حزب الله العراقية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يدرس كيفية الرد، بينما أنكرت إيران تورطها.
ورقة "الإنكار" التي تستخدمها إيران
.وتستطيع إيران أن تنأى بنفسها عن الميليشيات حتى عندما تخدم أفعالها مصالح إيران الاستراتيجية.
ويرى خبراء، أن هذا النهج سمح لطهران بتجنب "الانتقام الشامل" من إسرائيل والولايات المتحدة. وقال إن العدوان الإيراني "يتضمن الآن أفعالا تنسب إلى طهران ولكن يمكن لإيران أن تنفيها".
وأكد الخبراء أنه "في حين أن حماس تعتبر حليفا مهما، فإن إيران لن تخاطر بتدمير شريكها الأقوى، حزب الله، لإنقاذ حماس أو غزة".
وأشاروا إلى أن "طهران لن تنشر قوات حزب الله في حرب لا يعتبرها الإيرانيون حربا وجودية".