«شريان الحياة».. هل تتوقف إسرائيل وأمريكا عن مُحاربة «الأونروا»؟
عبده حسن مصر 2030يحث مسؤولو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية على إعادة النظر في قرارها بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين للفلسطينيين، التي تُعتبر مصدرًا حيويًا للمساعدات في غزة، وتم إيقاف تمويل الوكالة من قبل إحدى عشرة دولة بعد اتهامات من إسرائيل بضلوع عدد من موظفي الأونروا في هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
والأونروا، بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين.
تأسست في عام 1949 بعد قيام إسرائيل، وهي تقدم دعمًا لأكثر من 5.6 مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس، واللاجئين وأحفادهم في سوريا ولبنان والأردن، وتصف الأونروا نفسها بأنها "فريدة من نوعها من حيث التزامها الطويل الأمد تجاه مجموعة واحدة من اللاجئين".
كما تقوم الأونروا بدور مزدوج يشمل المسؤوليات الإنسانية والتنموية، حيث تقدم خدمات شبيهة بالحوكمة عبر العشرات من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأيضًا في لبنان وسوريا والأردن.
ويعمل لدى الأونروا حوالي 13,000 موظف في قطاع غزة، بما في ذلك 125 موظف صحي يعملون في نوبات متناوبة في المراكز الصحية.
وتعتمد غزة بشكل كبير على المساعدات الدولية بسبب الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها مصر على الوصول.
وهذا الحصار والقيود قلل من دخول الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والأشخاص إلى غزة، مما أدى إلى عزل المنطقة وجعلها معتمدة بشكل كبير على منظمات الإغاثة الدولية لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وتعود وجود الأمم المتحدة في غزة إلى فترات طويلة من الزمن، فمنذ عام 1993، تلقت الأراضي الفلسطينية أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات التنموية والإنسانية الدولية، وهو يُعد واحدًا من أكبر التدخلات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد واجهت الأونروا تحديات كبيرة في جمع التمويل في السنوات الأخيرة، وزادت تعقيداتها بشكل كبير بفعل قرار دونالد ترامب في عام 2018 بقطع الدعم الأمريكي، ومع ذلك، استعادت إدارة بايدن هذا الدعم، وتعتبر أكبر جهة مانحة للوكالة.
ومنذ اندلاع الحرب، كانت الأونروا تعمل على تحويل المدارس التي تديرها في المنطقة إلى ملاجئ، حيث يتمكن العاملون في المجال الطبي من تقديم الرعاية الصحية، ويقدم المستشارون والأخصائيون الاجتماعيون المساعدة النفسية وغيرها من الخدمات الضرورية، وتم نشر المراحيض والحمامات المتنقلة حسب الحاجة، كما تم توزيع الخبز والأغذية المعلبة للمحتاجين.
وتوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وسويسرا واليابان وفنلندا عن تمويل الأونروا بعد أن كشفت الوكالة عن فتح تحقيق مع 12 موظفًا زُعم أنهم شاركوا في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر ونُفذته حماس، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.
والولايات المتحدة، التي تُعتبر أكبر مانح للأونروا، قدمت 340 مليون دولار في عام 2022، وأعلنت وزارة الخارجية أن هذا التمويل سيتوقف مؤقتًا بينما تقوم بمراجعة المطالبات التي بثتها إسرائيل في الأصل، كما تعتبر الدول التي أوقفت تمويلها مجتمعة ما يقرب من 60% من موازنة الأونروا في عام 2022.
فيما يتعلق برد الأونروا على هذه الاتهامات، تم فصل تسعة من الموظفين الـ12 الذين اتهمتهم إسرائيل بالمشاركة في الهجوم على الفور، وتأكدت وفاة أحدهم، وما زال اثنان يتم التعرف عليهما، وفقًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي أكد أنهم سيحاسبون، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية.
وقال غوتيريش إن الأفعال المزعومة البغيضة التي ارتكبها هؤلاء الموظفون يجب أن تكون لها عواقب، مشيرًا إلى أن هناك عشرات الآلاف من الرجال والنساء الذين يعملون لدى الأونروا، وكثيرون منهم يعملون في بعض من أخطر الأوضاع بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، ولا ينبغي معاقبتهم، وأكد أنه يجب تلبية الاحتياجات الماسة للسكان اليائسين الذين يخدمونهم.
وحذرت المتحدثة باسم الوكالة، جولييت توما، من أن توقف التمويل يعني أن الوكالة ستضطر إلى وقف دعمها لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة بحلول نهاية فبراير، بينما أشار المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إلى أن شريان الحياة لغزة قد "ينهار في أي وقت الآن".