وزير الأوقاف: الإسلام أعلى منزلة الشهداء والمصريون يثقون في السيسي


ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة اليوم، بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة، بعنوان: "الدفاع عن الأوطان بين الواجب العينى والكفائى وعظم الجزاء"، بمناسبة احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، وعدد من قيادات القوات المسلحة، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة، ولفيف من قيادات وضباط وزارة الداخلية والقوات المسلحة.
وفى خطبته أكد وزير الأوقاف أن الإسلام أعلى منزلة الشهداء فجعلهم مع النبيين والصديقين فقال سبحانه فى محكم التنزيل: "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما"، وعرف نبينا "صلى الله عليه وسلم" منزلة الشهادة وتمناها، فقال "صلى الله عليه وسلم": "والذى نفسى بيده، لوددت أنى أقتل فى سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل"، قالها ثلاثا لعلمه "صلى الله عليه وسلم" بعظيم مكانة الشهداء وفضلهم عند ربهم، وقال "صلى الله عليه وسلم": "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"، فمن قتل دفاعا عن نفسه أو ماله أو أهله أو عرضه أو وطنه فهو شهيد، فالدفاع عن الأوطان من صميم مقاصد الأديان، والشهادة فى سبيلها من أعلى درجات النبل والشهادة:
وللأوطــان فى دم كل حر
يد سلفـت ودين مـستـحــق
بـــلاد مـــات فــتيتــها لـتـحـيا
وزالـوا دون قومـهـم ليـبقـوا
كما أكد وزير الأوقاف أن الدفاع عن الأوطان عز وشرف ووسام وتاج عظيم على رأس المدافعين عنها، فالحر الشريف يفدى وطنه بماله ونفسه وأعز ما يملك، ومن لا خير لوطنه فيه فلا خير فيه أصلا، والدفاع عن الأوطان فى الأوقات العادية التى لا يتعرض فيها أمن الوطن للمخاطر يكون واجبا كفائيا، ويتعين على من يقومون به أو يكلفون به، أما عندما تتعرض البلاد أو يتعرض أمنها أو مصالحها أو حدودها للخطر يتحول الواجب الكفائى إلى واجب عينى على أهل البلد جميعا: على كل من يطلب منه أو يندب أو يكلف بمهمة فى أى مكان للدفاع عن وطنه.
وأوضح الوزير، أن الدفاع عن الأوطان يشمل هؤلاء الجنود الأبطال المرابطين على الحدود المدافعين عن أمنها الخارجى سواء تطلب الأمر التحاما وتضحية فى مواجهة العدو، أم كان الرباط لتحقيق الردع لكل من تسول له نفسه النيل من أمن الوطن وأمانه، ويشمل الدفاع عن الأوطان من يقومون بالحفاظ على أمنها الداخلى سواء بمواجهة تجار المخدرات والسموم الذين يعبثون بعقول شبابها، أم بمواجهة جماعات الجريمة المنظمة أيا كان نوعها، أم بمواجهة الخارجين على القانون، أم بمواجهة جماعات الإرهاب وقوى الشر، أم بكشف الخونة والعملاء، حيث يؤكد المؤرخون أنه ما سقطت دولة ولا أسقطت عبر التاريخ إلا كانت الخيانة والعمالة من داخلها أحد أهم أسباب سقوطها، ولا يمكن أن نواجه عدوا خارجيا بمجتمع مفتت أو ممزق، ومن ثم كان ما تقوم به قوات الشرطة فى الداخل من مواجهة أهل الشر أيا كانوا عملاء أو عابثين بالأمن يسير جنبا إلى جنب مع الدفاع عن الوطن فى مواجهة أعدائه المتربصين به.
وأكد وزير الأوقاف أن من قتل دون وطنه أو فى سبيل وطنه أو من خلال المهمة التى يقوم بها سواء كانت مواجهة للأعداء من الخارج أم مواجهة للأعداء فى الداخل فهم شهداء إن شاء الله عند ربهم يرزقون. وأن المصريين جميعا يقدرون عاليا ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية فى الدفاع عن أمن الوطن وأمانه، وهم جميعا بفضل الله خطوط إمداد حقيقى لجيشهم وشرطتهم، ومستعدون أن يكونوا معهم فى الصفوف الأمامية متى طلب منهم ذلك أو ندبوا إليه، حالهم حال هذا الشاعر الذى يقول:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
طــاروا إليه جمــاعات ووحـدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم
فى النائبات على ما قال برهانا
ثقة فى رئيسهم وفى جيشهم وشرطتهم.
كما أكد أننا أمة لا تبغى أبدا، ولا تحب البغى ولا الاعتداء على أحد ولكنها عبر تاريخها الطويل نار تحرق المعتدى، أمة تحب السلام لكنها تحب سلام الشجعان، سلام الأقوياء السلام الذى له درع وسيف، وقوة تحميه، وعند الشدائد وفى مسيرة الأوطان لا يكون الدفاع عن الأوطان واجب مؤسسة واحدة إنما هو واجب على أبناء الوطن جميعا كل فى مكانه وميدانه، واجب على الجندى فى مواجهة الأعداء وتأمين الحدود، واجب على الشرطى فى مواجهة أصحاب الجرائم وما يهدد أمن الوطن الداخلى وأيضا جنبا إلى جنب مع أشقائهم فى القوات المسلحة، فى مهام الدفاع عن الوطن فى كل مكان، واجب على الكتاب فى بناء الوعى، مؤكدا أن كل وعى رشيد يمكن أن يوفر نقطة دم تسال، بناء الواعى واجب على الكتاب الشرفاء وعلى الإعلاميين الشرفاء، أن يبنوا وعيا رشيدا بأهمية الدولة، وأن تقوية بناء الدولة وتقوية شوكتها واجب شرعى ووطنى وحياتى لجميع أبنائها، وأن كل ما يهدد أمن الوطن واستقراره يجب أن نتصدى له جميعا كل فى ضوء تكليفه، ثم إن علينا جميعا أن نعمل على النهوض بوطننا، الطبيب فى مشفاه، والمعلم فى مدرسته، والزارع والصانع والحرفى ورجل الأعمال، فالأوطان لجميع أبنائها وهى بهم جميعا، يقول الشاعر:
من يسعد الأوطان غير بنيها
وينيلها الآمال غير ذويها
ليس الكريم بمن يرى أوطانه
نهب العوادى ثم لا يحميها
ليس الكريم الذى يرى الخطر يتهدد أهله ووطنه ثم يغض الطرف عن ذلك:
ترجو بنجدته انقضاء شقائها
وهو الذى بقعوده يشقيها
وتود جاهدة به دفع الأذى
عن نفسها وهو الذى يؤذيها
يا آل مصر وما يؤدى حقها
إلا فتى يكفى الذى يعنيها
هى أمكم لا كان من أبنائها
من لا يواسيها ولا يرضيها