«حل الدولتين».. مناقشات أممية ساخنة تُحيي القضية الفلسطينية وتُزيد الضغوط على إسرائيل
عبده حسن مصر 2030خلال إطلاق نقاش مكثف حول شحنات المساعدات في مجلس الأمن، أدان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، رفض إسرائيل المتكرر والواضح لحل الدولتين، معتبرًا ذلك غير مقبول، ومحذرًا من أن هذا الرفض سيؤدي إلى تأزيم الوضع في غزة وتمديد مدى الصراع إلى فترة غير معينة.
وأكد غوتيريش أمام المجلس أن رفض الحكومة الإسرائيلية على أعلى مستوى الأسبوع الماضي لحل الدولتين يعتبر غير مقبول، مشيرًا إلى أن هذا الرفض وتجاوز حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته يمكن أن يؤديان إلى استمرار الصراع بشكل طويل، ويشكل تهديدًا كبيرًا للسلم والأمان العالميين.
كما أوضح غوتيريش أن حل الدولتين يمثل السبيل الوحيد للخروج من دائرة الخوف والكراهية والعنف اللانهاية، مشددًا على أنه يلبي التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين.
وأعرب عن قلقه إزاء الدمار الغير المسبوق الذي يتعرض له سكان غزة، معتبرًا العقوبات الجماعية ضدهم غير مبررة.
وأشار غوتيريش إلى أزمة إنسانية خطيرة في غزة، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص الجوع ويعيش 2.2 مليون آخرين في ظروف مزرية.
وحذر جوتيريش من انتشار الأمراض مع انهيار المستشفيات في غزة، مشيرًا إلى خطر الكوليرا والدوسنتاريا والتهاب الكبد.، ولفت إلى أن الفلسطينيين في المنطقة المحاصرة يواجهون ليس فقط خطر القصف، بل أيضًا التهديدات الصحية الكارثية.
ورغم الجهود المبذولة، أكد غوتيريش أن أي عملية إنسانية لن تكون فعالة في ظل الظروف الصعبة، مع التأكيد على حاجة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات وخفض التوترات.
وحث على وقف فوري للاعتقالات وأبدى قلقه إزاء تقارير عن معاملة غير إنسانية للمعتقلين، مع التنبيه إلى مخاطر التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط، مع التركيز على العنف في لبنان واليمن وسوريا والعراق.
فيما اتهم المشاركون نتنياهو بالتحرك بغرض البقاء فقط، مع وجود فجوة بين راغبي السلام والذين يعارضونه.
ودعا العديد من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم إلى وقف فوري لإطلاق النار والتحول سريعًا نحو حل الدولتين.
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أهمية قرار ملزم من مجلس الأمن لإنهاء الأزمة الحالية، مؤكدًا أن الحلول الجزئية لن تحقق السلام.
وحث وزير الخارجية اللبناني الدول على عدم الوقوع في فخ التوسع الإسرائيلي ودعا إلى تجنب إعادة تكرار الأخطاء السابقة.
ومن جهة أخرى، أكدت مبعوثة الإمارات أن الوضع الحالي غير مقبول، وشددت على أن حل الدولتين يجب أن يكون نقطة انطلاق للجهود الدبلوماسية، وأدان وزير الخارجية السعودي استخدام إسرائيل للآليات الحربية.
كما أدان وزير الخارجية الإيراني النظام الإسرائيلي، داعيًا الولايات المتحدة إلى فرض وقف للحرب وإخراج إسرائيل من الفخ الذي نصبته، وشدد على أن الأمان لا يمكن تحقيقه بواسطة القوة وجريمة الإبادة الجماعية في غزة.
ومبعوث إسرائيل للأمم المتحدة أجاب على الانتقادات بالتأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحذر من أن الحلول التي تستند إلى وقف إطلاق النار قد تؤدي إلى عودة تنظيم وتسليح حماس، وركز على تهديد إيران واتهمها بالتدخل في الصراع بشكل سلبي.
وتباينت الآراء حول الأزمة، حيث دعا البعض إلى وقف فوري لإطلاق النار والتحول نحو حل الدولتين، بينما شدد الآخرون على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحذروا من تدخلات إيران في المنطقة.