«حل الدولتين».. هل تعيد أزمة الحرب في غزة الأمل للفلسطينيين والشعوب العربية؟
مارينا فيكتور مصر 2030عاد الحديث عن حل الدولتين فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، مرة أخرى، خلال الحرب الدائرة فى قطاع غزة، ليفرض نفسه على ساحة المفاوضات، وحديث القادة، رغم رفضه التام من الجانب الإسرائيلى.
ووسط الحرب فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والتى لم تشهد أى بوادر لهدنة جديدة أو تبريد ينهى اتساعها شرق أوسطيا، بدأ قادة عدة دول يطرحون حلولا للصراع الحالى، لا تخلو بل ترفع شعار «حل الدولتين»، كأحد أقصر الطرق نحو إنهاء الأزمة الحالية.
وأمضى وسطاء من أجل السلام عقودا من الزمن متشبثين بفكرة أن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم العيش جنبا إلى جنب فى دولتين منفصلتين ذات سيادة.
لكن جنوح إسرائيل نحو اليمين المتطرف ورفض قادتها أى وجود لدولة فلسطينية ومع تواصل الصراع لأكثر من 75 عاما، حول الفكرة على مدى العقود الماضية إلى وهم.
ومع ذلك، فإن الحرب التى بدأت فى السابع من أكتوبر الماضى، والتى تكشف الهوة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن المستقبل، أعادت مجددا حل الدولتين من غياهب النسيان.
ومع إصرار حليف إسرائيل القوى الرئيس الأمريكى جو بايدن والاتحاد الأوروبى على التأكيد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع التاريخى، كرر الأسبوع الماضى، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو رفضه لأى سيادة فلسطينية.
فماذا يقول الأطراف الآن؟
تؤيد السلطة الفلسطينية رسميا حل الدولتين. ودعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولى حول هذه القضية فى سبتمبر الماضى، قائلا إنها «قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين».
وفى العام 2017، قالت حركة حماس للمرة الأولى إنها تقبل بمبدأ إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود ما قبل 1967، مع احتفاظها بهدف بعيد المدى يقضى بـ«تحرير كل فلسطينى التاريخية».
وترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو أى حديث عن إقامة دولة فلسطينية. وطرح بعض الوزراء فكرة فتح باب التهجير القسرى أو الطوعى أمام الفلسطينيين فى غزة.
ماذا يعتقد الناس؟
على النقيض، تراجع تأييد «حل الدولتين» إلى حد كبير فى الجانبين.
وقال استطلاع للرأى أجراه مركز «بيو» إن دعم الإسرائيليين اليهود قبل الحرب الحالية لهذا الحل انخفض من 46% فى عام 2013 إلى 32% فى العام الماضى.
وأفاد استطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» قبل الحرب أيضا أن التأييد بين الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية انخفض من 59% عام 2012 إلى 24% العام الماضى.
ما تأثير حرب غزة؟
عاد قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة لتأييد هذه الفكرة علنا؛ فالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال الأسبوع الماضى إنه «من غير المقبول» حرمان الفلسطينيين من حقهم فى إقامة دولتهم.
ودعا الرئيس الأمريكى جو بايدن مرارا إلى العمل على هذا الحل، قائلا الأسبوع الماضى: «هناك عدد من أنواع حلول الدولتين. هناك عدد من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.. ليس لديها جيوشها الخاصة».
وقال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إن عباس «ملتزم» بإصلاح السلطة الفلسطينية بطريقة تؤدى إلى إعادة توحيد غزة التى مزقتها الحرب والضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل تحت قيادتها.
وانتقد منسق السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل الذى يدعم بقوة حل الدولتين، القادة الإسرائيليين. وتساءل يوم الإثنين: ما هى الحلول الأخرى التى يفكرون فيها؟ إجبار جميع الفلسطينيين على الرحيل؟ قتلهم؟».
وأصر نتنياهو على أن أى اتفاق سلام يجب أن يحافظ على «السيطرة الأمنية لإسرائيل على جميع الأراضى الواقعة غرب نهر الأردن»، وهى المنطقة التى تشمل جميع الأراضى الفلسطينية.
ويبدو المحلل غينيارد أقل تفاؤلا بشأن مستقبل حل الدولتين، قائلا: "قد أكون متشائما، لكن الصراع الحالى لم يغير شيئا لأن حل الدولتين كان ميتا منذ زمن طويل على أى حال".