حرب غزة.. هل تخرج إسرائيل من المأزق الكبير؟
عبده حسن مصر 2030بعد أكثر من مائة يوم من النزاع، يتساءل القادة الإسرائيليون عن جدوى التقدم المحدود في تفكيك حماس وسط مخاوف من أن تطول المعركة، مما يؤدي إلى تساؤلات حول استراتيجية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين أو مواصلة جهود تدمير حماس.
وفي ظل هذه الأحداث، باتت السيطرة الإسرائيلية على جزء صغير من غزة تحديًا لتحقيق الأهداف المعلنة، مما يضع الحياة الإسرائيلية في مأزق استراتيجي قد يكلّف حياة الرهائن.
حيث تباطأت وتيرة التقدم في غزة أكثر مما كان متوقعًا، مما أدى إلى تعبير بعض القادة بشكل سري عن إحباطهم تجاه استراتيجية الحكومة المدنية.
وأثارت هذه التطورات شكوكًا حول إمكانية تحقيق الأهداف المزدوجة: تحرير الرهائن الإسرائيليين وتدمير حماس، مع تزايد الاقتراحات بأن الحل يتعلق الآن بالوسائل الدبلوماسية أكثر من العسكرية.
وتظهر هناك صراعات حول المدة التي تحتاجها إسرائيل للقضاء على حماس بشكل كامل، خاصة في ظل العمليات الصعبة والمستمرة في مواجهة الأنفاق تحت الأرض، وسط ضغط من حلفاء إسرائيل لإنهاء النزاع بسرعة وسط تزايد حالات الوفاة بين المدنيين.
وأكدوا الجنرالات أن المعركة الطويلة لتفكيك حماس قد تكلف حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة، وقد كشف غادي آيزنكوت، قائد الجيش السابق، عن انقسام داخل الحكومة بشأن إمكانية إنقاذ الرهائن عبر العمليات العسكرية.
وأشار آيزنكوت إلى أن الوضع في غزة يجعل أهداف الحرب لم تحقق بعد، وأكد أن الأولوية هي إنقاذ الرهائن قبل التفكير في هزيمة العدو، مما زاد من تفاقم إحباط الجيش تجاه تردد القيادة المدنية الإسرائيلية.
وقال الرئيس الأمريكي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يعارض جميع حلول الدولتين بعد محادثات ثنائية لأول مرة منذ ما يقرب من شهر.
وأوضح جو بايدن إن إنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين لا يزال ممكنا وذلك بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الجمعة.
وتحدث الرئيس الأمريكي مع نتنياهو للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهر حول الخلافات حول الدولة الفلسطينية المستقبلية، وكذلك الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، حيث يقترب عدد الشهداء الفلسطينيين من 25,000، وفقا للسلطات الصحية المحلية.
وجاءت دعوة بايدن بعد يوم من تصريح نتنياهو في مؤتمر صحفي متلفز في إسرائيل أنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين بعبارات واضحة أنه لن يدعم دولة فلسطينية كجزء من أي خطة لما بعد الحرب.
وتحدث القادة بشكل متكرر في الأسابيع الأولى من الحرب، لكن مكالمتهما التي استمرت من 30 إلى 40 دقيقة يوم الجمعة كانت أول محادثة بينهما منذ 23 ديسمبر.
وقد سعى المسؤولون في الولايات المتحدة، التي قدمت دعماً قوياً لإسرائيل طوال فترة الصراع، إلى التقليل من الخلافات العميقة المتزايدة حول السيناريوهات المحتملة لإعادة إعمار غزة وإدارتها بعد انتهاء الحرب.
وكانت هناك تقارير إعلامية واسعة النطاق تفيد بأن إدارة بايدن توصلت إلى نتيجة مفادها أن رحيل الزعيم الإسرائيلي المخضرم عن منصبه ضروري لخططهم لغزة والمنطقة.