مصر والصومال.. علاقات تاريخية ومواقف مشرفة منذ عهد الفراعنة
مارينا فيكتور مصر 2030علاقات تاريخية تربط مصر والصومال، بدأت منذ عهد الفراعنة، عندما أرسلت الملكة حتشبسوت، خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، البعثات التجارية إلى "بلاد بونت"، الصومال حاليًا، لجلب منتجات تلك المنطقة، خاصة البخور.
وكانت مصر أولى الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام 1960، في عصرنا الحديث، ولا يزال يُذكر بكل تقدير اسم الشهيد المصري "كمال الدين صلاح"، مندوب الأمم المتحدة لدى الصومال الذي دفع حياته عام 1957 ثمنًا لجهوده من أجل حصول الصومال على استقلاله والحفاظ على وحدته.
العلاقات بين مصر والصومال
تتميز العلاقات بين مصر والصومال بالقوة والمتانة، على مر التاريخ، إذ شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة مدعومة بإرادة سياسية قوية وسعي جاد لوضع خطط مستقبلية مشتركة فى العديد من المجالات.
المصالح المشتركة
وتتعدد الروافد في إطار من المصالح المشتركة والأمن المتبادل، لتشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة التعليمية والصحية والثقافية، والمجال العسكري أيضًا.
وهناك مواقف تاريخية مشرفة سياسية وعسكرية متبادلة لكلا البلدين تجاه الآخر في الأزمات الإقليمية والدولية.
العلاقات السياسية
وقفت مصر إلى جانب الصومال في نضاله ضد الاستعمار البريطاني والإيطالي، وبعد حصوله على الاستقلال عام 1960.
دعمت مصر الصومال في جميع مجالات الحياة كي يعزّز موقعه الطبيعي كجزء أصيل من الوطن العربي، ومنذ اندلاع الأزمة الصومالية عام 1991، سعت مصر إلى إيجاد الحلول وإنهاء الاقتتال بين الأخوة الصوماليين.
تُعد مصر عضوًا فاعلاً في مجموعة الاقتصاد الدولية المعنية بالمشكلة الصومالية، وتحرص على المشاركة في كافة الاجتماعات التي تعقدها المجموعة.
كثفت مصر تحركاتها الدولية خلال السنوات الأخيرة لحشد الدعم للقضية الصومالية وحث القوى الدولية للمساهمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية الصومالية نظرًا للأهمية القصوى للصومال في تعزيز الأمن القومي المصري.
كذلك تشترك مصر في عضوية مجموعة الاتصال الدولية المعنية بمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية حيث تولت رئاسة مجموعة العمل الرابعة المنبثقة عن مجموعة الاتصال وهي مجموعة تختص بدعم الجهود الدبلوماسية ونشر الوعي بشأن ظاهرة القرصنة.
عام 2022 أدانت مصر بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الآثم الذي شهده محيط مطار "آدم عدي" الدولي بالعاصمة الصومالية مقديشيو يوم ٢٣ مارس الجاري، مسفرا عن عدد من الضحايا والمُصابين.
وتؤكد مصر على تضامنها الكامل مع دولة الصومال في مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، داعيةً الأطراف الصومالية إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا من خلال تنفيذ ما تم التوافق عليه مؤخرا بشأن الانتهاء من عقد انتخابات مجلس الشعب الفيدرالي بحلول ٢٥ فبراير ٢٠٢٢، كخطوة نحو تحقيق الاستقرار في الصومال.
وفي أول يناير 2024 أكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة الصومال الفيدرالية على كامل أراضيها، ومعارضتها لأي إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مُشددة على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
قمة مصرية - صومالية
يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بقصر الاتحادية، حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الشقيقة، لعقد مباحثات بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، وذلك حسبما صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.