«كارثة بسبب مستشفى ناصر».. هل اقتربت الأوضاع في غزة من الانهيار؟
لم تتراجع قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم عن ضرباتها وقصفها، كما توغلت في المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، وقصفت مناطق قريبة من أكبر مستشفى عام في القطاع، مثيرة مخاوف من إمكانية إغلاقه بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء.
وأكد سكان خان يونس وفرق طبية أن القتال اقترب إلى حد كبير من مستشفى ناصر، الذي يعد أكبر مستشفى يعمل جزئياً في غزة، حيث يستقبل المئات من الجرحى يوميًا منذ تصاعد القتال في الجنوب الشهر الماضي.
واتهم مسؤولون إسرائيليون مقاتلي حماس بتنفيذ عمليات من مستشفى ناصر، في حين نفى العاملون هذه الاتهامات.
وقد توقف الآن ثلثًا من مستشفيات غزة عن العمل، مما يزيد من التحديات في توفير الرعاية للإصابات المستمرة، وفقدان مستشفى ناصر من شأنه زيادة قلق تقليص الرعاية المحدودة، فمستشفيي الأقصى وغزة الأوروبي معرضان أيضًا للإغلاق، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
وفي بيان أصدرته المقاومة الفلسطينية أمس الخميس، نفت المزاعم التي أطلقتها الرهينة الإسرائيلية المفرج عنها شارون ألوني بخصوص وجود سجناء في غرف بمستشفى ناصر، وأكدت المجموعة أن هذه المزاعم تتناسب مع حملة الإسرائيليين التحريضية ضد المستشفيات.
وفي نوفمبر، اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء في شمال غزة، وزعمت العثور على أسلحة ومعدات تابعة لحماس، وسط شكوك حول صحة هذه الادعاء.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود يوم الخميس أن القصف العنيف الذي نفذته القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة أثار الذعر بين المرضى والنازحين الذين يبحثون عن ملجأ هناك.
وتوجه آلاف الأشخاص إلى المستشفى بناءً على توجيهات الجيش الإسرائيلي بالتحرك جنوبًا خلال فترة الحرب.
وأكد ليو كانز، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين، في مقطع فيديو أن القتال أصبح قريبًا جدًا، ووصف الوضع في المستشفى بأنه كارثي.
كما أشار إلى غارة جوية استهدفت المنطقة على بعد 150 مترًا من مدخل المستشفى يوم الاثنين، نتج عنها مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 80 آخرين، مع تفاقم الإصابات المعقدة التي تتطلب جراحات متقدمة.
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن غارة جوية إسرائيلية أخرى أصابت مبنى يضم طاقمًا طبيًا في المستشفى، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص واضطرارهم للإخلاء، مع تأكيد أن هذا الهجوم يزيد من تقويض القدرة الضعيفة بالفعل في المستشفى.
وأشار سكان خان يونس إلى قتال عنيف وقصف مكثف في شمال وشرق المدينة، وتقدم دبابات في اتجاه غرب المدينة لتنفيذ غارة قبل الانسحاب.
فيما أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن لواءً في خان يونس يعمل جنوبًا بمسافة أبعد من السابق، محققًا "قضاءً على عشرات الإرهابيين في قتال قريب بمساعدة نيران الدبابات والدعم الجوي.
وزعم الجيش أنه قتل 60 مقاتلًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 40 في خان يونس، ولم يتسن التحقق من هذه الادعاءات، فيما هرب مئات الآلاف من الأشخاص إلى المدينة بعد أمر إسرائيل بإخلاء المدنيين في الشمال في بداية الحرب، ويجدرون الآن بالفرار مرة أخرى.
ونزح نحو 1.7 مليون شخص من إجمالي سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وأكد الجيش الإسرائيلي نقل الجثث من مقبرة النمساوي بالقرب من مستشفى ناصر، بعد تقارير عن تدمير المقبرة بواسطة الدبابات وإفراغ القبور.
وأوضح الجيش الإسرائيلي لشبكة "سي إن إن" أنه قام بنقل الجثث للتحقق من وجود أي رهائن إسرائيليين بينهم.
وتظهر لقطات يوم الخميس قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تفجر الحرم الجامعي لجامعة خارج مدينة غزة في تفجير مدروس، مسفرة عن دمار في المبنى الرئيسي للدراسات العليا وكليات البكالوريوس.
وقالت الجامعة، التي تأسست عام 2014، إن القوات الإسرائيلية احتلت المجمع قبل 70 يومًا واستخدمته كقاعدة.
ووفقًا لتقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وقع الانفجار يوم الأربعاء، حيث أكد أن الجيش الإسرائيلي استخدم المبنى كقاعدة عسكرية ومركز احتجاز للاستجواب قبل نقل المعتقلين الفلسطينيين إلى مكان غير معلوم.
فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر، في مؤتمر صحفي أن واشنطن أعربت عن قلقها إزاء قضية تدمير جامعة غزة خلال المؤتمر.
وفي أماكن أخرى في غزة، حيث استمر انقطاع الاتصالات لليوم السادس، أفاد مسعفون بأن غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح جنوب غزة أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، نصفهم أطفال، وقضى الهجوم على فرع من عائلة الزميلي، وشهدت رويترز شهادة شخص نجا من الغارة.
والجدير بالذكر أن إجمالي القتلى في غزة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي قد بلغ 24,620 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، والعديد من الجرحى تحت أنقاض المباني المدمرة.
وتلقي إسرائيل باللوم على حماس وتؤكد استمرار العمليات العسكرية، ورئيس الوزراء نتنياهو أكد أن الحرب ستستمر ورفض أي تحرك لتأسيس دولة فلسطينية بعد الهجوم.
