طبول الحرب تدق بين باكستان وإيران.. ما قصة جيش تحرير ”بلوشستان”؟
مارينا فيكتور مصر 2030أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الخميس، أن قوات الجيش الباكستاني نفذت سلسلة ضربات عسكرية على مخابئ "إرهابيين" في إقليم سستان وبلوشستان الإيراني.
جاء ذلك بعدما استهدفت إيران بضرباتها مناطق داخل حدود باكستان وأسفرت عن سقوط قتلى، مما دفع باكستان إلى تنفيذ سلسلة ضربات عسكرية على مخابئ "إرهابيين" في إقليم سستان وبلوشستان الإيراني.
وقالت باكستان في بيان: "نفذنا هذا الصباح سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة عالية التنسيق والموجهة على وجه التحديد ضد مخابئ الإرهابيين في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية"، في إشارة إلى ما تسمى جماعة "جيش تحرير بلوشستان" المسلحة داخل إيران.
ما قصة "بلوشستان"؟
تقع بلوشستان؛ جنوب غرب آسيا وتشمل أجزاء من باكستان وإيران وأفغانستان، تتميز بموقع جغرافي تاريخي، وسكانها الأصليون من العرقية البلوشية ويتوزعون في الدول الثلاث.
وتقع بلوشستان تحديدا، في أقصى الجنوب الشرقي للهضبة الإيرانية وتحدها الصفيحة الهندية وساحل بحر العرب.
كما تضم بلوشستان مناطق من جنوب غرب باكستان فيما يعرف بإقليم بلوشستان الباكستاني، وعاصمته مدينة كويتا، وجنوب شرق إيران فيما يعرف بسيستان بلوشستان وعاصمته زاهدان، وأجزاء من جنوب أفغانستان بشكل رئيسي في مقاطعة نمروز وهلمند وقندهار.
أهميتها الجغرافية
باتت المنطقة في العقود الماضية ذات أهمية جغرافية واستراتيجية كبيرة، بسبب ربطها الدول الثلاث ولأنها تطل على بحر العرب وخليج عُمان بوصفه إحدى الطرق التجارية المهمة في مشروع الممر الاقتصادي المشترك بين الصين وباكستان، والمشاريع التجارية الأخرى التي تستهدف المنطقة.
"جيش تحرير بلوشستان"
دفع هذا التميز الجغرافي لظهور ما يعرف بـ "جيش تحرير بلوشستان" وهو منظمة انفصالية مسلحة، تهدف لتأسيس دولة بلوشية ذات سيادة وشن هجمات على الجيش الباكستاني.
ظهر هذا "الجيش" لأول مرة في صيف عام 2000، بعد تبنيه سلسلة من التفجيرات، وفي 2006 تم إعلان المنظمة إرهابية من قبل كل من الحكومتين الباكستانية والبريطانية، المعروفة آنذاك بـ"جيش بلوشستان الجمهوري".
وفي عام 2022 جرى اندماج كل من "جيش بلوشستان الجمهوري" و"جيش بلوشستان المتحد" تحت اسم "جيش بلوشستان الوطني"، للمطالبة باستقلال أكبر لإقليم بلوشستان عن باكستان.
أهداف جيش بلوشستان
ويتكون "جيش بلوشستان الوطني" من مقاتلي قبائل "بوجتي"، الذي يضم طلابا من المناطق الحضرية في بلوشستان والفصيل المنشق من "جيش بلوشستان المتحد"، كما يضم أيضا جماعة انفصالية مسلحة من إقليم السند المجاور تعرف باسم "جيش السندوديش الثوري".
كما يهدف هذا "الجيش" إلى استقلال إقليم بلوشستان عن باكستان، والمطالبة باستثمار موارد اقتصادية أكبر في المنطقة، والتوقف عن استغلال الموارد الطبيعية للإقليم.
"توزيع الموارد بطريقة غير عادلة"
يزعم قادة الحركات الانفصالية البلوشية بأن الجيش الباكستاني "يحتل إقليم بلوشستان، ويسرق موارده الطبيعية أو يوزعها بطريقة غير عادلة"، بالإضافة إلى "التمييز، وإعطاء الوظائف والمناصب للعرقيات الأخرى التي تسكن بلوشستان، وتهميش السكان البلوش الأصليين".
أما الرواية الباكستانية، فتقول إن حركات التمرد البلوشية تتلقى دعما خارجيا، خاصة من الهند والحكومة الأفغانية السابقة.