جهود جبارة وآمال تسوية النزاع.. مصر تحاول إنقاذ غزة من براثن الحرب
عبده حسن مصر 2030منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، والقطاع يشهد تدهور في الأوضاع الإنسانية والصحية، إلا أن مصر منذ الوهلة الأولى للحرب، وتحاول بذل الجهد لوأد الصراع واللجوء لطاولة الحوار لحل الأزمة.
وقد تم الإعلان عن نجاح وساطة "قطرية – فرنسية" في التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، يشمل إدخال أدوية ومساعدات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة.
كما سيكون لمصر دور كبير في ذلك حيث سيتم إرسال الأدوية والمساعدات إلى مدينة العريش المصرية عبر طائرتين تابعتين للجيش القطري، لنقلها بعد ذلك إلى قطاع غزة.
وتؤكد وكالة الأنباء القطرية على استمرار الجهود المشتركة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة في مجالات الإنسانية والإخلاء الطبي، كجزء من الجهود القطرية المستمرة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وعلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاتفاق، مشيرًا إلى توجيه طائرتين للقوات الجوية القطرية إلى مصر، محملتين بالأدوية التي تم شراؤها في فرنسا، وذلك لتوفيرها للرهائن الإسرائيليين في غزة، مع التأكيد على حاجة إسرائيل لضمان وصول جميع الأدوية إلى وجهتها.
وبالتزامن مع اشتعال وزيادة توتر الأوضاع في البحر الأحمر، قالت صحيفة تايمز أن مصر تسعى للتسوية بين الاحتلال والمقاومة مع التنبيه إلى تأثير هجمات البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي.
وحاولت مصر في المراحل الأولى من النزاع الحفاظ على الهدوء وعدم زيادة توتر الأوضاع، ومع زيادة التطورات في الجنوب تقوم المشاركة بشكل أكبر في الحل وتسوية النزاع، وبالأخص مع زيادة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
فهذا يؤدي إلى إعادة توجيه شحنات الشركات حول إفريقيا بدلاً من استخدام قناة السويس، التي تشكل مسارًا حيويًا للتجارة العالمية، قد يتسبب استمرار النزاع في تدهور الاقتصاد العالمي.
ويقول مصدر دبلوماسي بحسب الصحيفة، إن وقف إطلاق النار الدائم في غزة هو الحل الوحيد لتهدئة الوضع في البحر الأحمر، ومصر تبذل جهدًا كبيرًا للوساطة في التوصل إلى اتفاق.
وتتضمن المعايير الصارمة للصفقة إطلاق سراح 136 رهينة في غزة ووقف شامل لإطلاق النار مقابل إفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين.
ولكن التوافق يبدو صعبًا قريبًا، حيث يسعى السنوار لإطلاق سراح جميع السجناء الإسرائيليين، مما يعقد الصفقة، فبالنسبة لنتنياهو، أي صفقة قد تتسبب في فقدان شعبيته إذا تطلبت التنازل عن هدفه في تدمير سيطرة حماس على غزة، وسط استمرار جهود مصر في الوصول لاتفاق يشمل وقف إطلاق النار أولًا ومن ثم اللجوء إلى حل سياسي شامل للحرب على أمل تسوية القضية الفلسطينية.