البحث عن الأمان وسط الدمار.. رفح تتحول إلى ”مدينة خيام”
مارينا فيكتور مصر 2030في ظل مرور 100 يوم على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أصبح جزء كبير من قطاع غزة المحاصر في حالة دمار.
وقال خبراء في الهندسة المعمارية وحقوق الإنسان، إن حجم الخراب والتهجير "هائل"، ولا يشبه أي شيء رأوه في القطاع الفلسطيني من قبل، بحسب تقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
فمنذ بداية الحرب، نزح 1.9 مليون شخص من منازلهم، وفقا للأمم المتحدة، لتصبح محافظة رفح الآن الملجأ الرئيسي لهم، إذ حُشر أكثر من مليون شخص في مخيم النازحين متنامي الأطراف، الذي يقع شمال مدينة رفح مباشرة.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية توسع المخيم، مع ظهور عدد متزايد من الملاجئ المؤقتة على مشارف رفح خلال 3 أسابيع فقط، في الفترة ما بين 3 و31 ديسمبر.
ويعد هذا المخيم هو الأكبر من نوعه الذي تم إنشاؤه منذ اندلاع الحرب بين الجيش الإسرائيلي، ومسلحي حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن الاعتراف بفلسطين كدولة أمر ينهي الصراع ويفتح الباب للعيش المشترك والاستقرار والأمن لكافة شعوب المنطقة.
لا حل آخر
نازحون اضطروا بعد أن تقطعت بهم السبل ونفدت أمامهم الحلول، لبناء ملاجئ خاصة بهم على مشارف المخيمات، باستخدام مطرقة ومجرفة صغيرة، على أمل أن تؤويهم هم وذويهم.
"مكان مكتظ للغاية"
من جانبها، قالت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نادية هاردمان، التي تحدثت إلى فلسطينيين نازحين في قطاع غزة، بما في ذلك رفح: "هذه الأماكن غير صالحة لاستيعاب عدد الأشخاص الذين يُجبرون على العيش هناك، فهي مكتظة بشكل كبير جدا".
وتابعت: "أكثر من نصف النازحين محشورون داخل منطقة لم يكن من المفترض أن تحتوي على هذا العدد الكبير من الناس. والملاجئ المستخدمة ليست مصممة لهذا الغرض، لذا فإن الناس يكتفون بنصب الخيام أينما استطاعوا".
وفي نفس السياق، قالت فاتنة زبيدات، الأستاذة المساعدة في الهندسة المعمارية في جامعة تل أبيب، والتي تركز أبحاثها على المساحات الانتقالية في مناطق النزاع: "لم نر قط شيئًا بهذا الحجم".
غزة.. حرب لا تتوقف
بعد مرور 100 يوم على بدايتها، باتت الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس بمثابة الصراع الأطول زمنا والأكثر دموية وتدميرا بين العدوين اللدودين.
وبحلول 6 يناير، كان المخيم قد توسع بشكل ضخم، ليتحول إلى "مدينة خيام" تبلغ مساحتها 2.9 كيلومتر مربع، أي ما يعادل حوالي 400 ملعب كرة قدم.
ويضم المخيم في رفح منشأة تابعة للأمم المتحدة، تم تشييدها لتكون مركزا لوجستيا للعمليات، وكمخزن رئيسي لتخزين المواد الغذائية الأساسية.
وأصبح ذلك المركز الآن بمثابة ملجأ، حيث تتجمع مئات الخيام داخل العقار وحوله.
وأوضحت هاردمان: "يعيشون في بيئة محدودة الخدمات أو معدومة، ولا يوجد بها كهرباء ومياه جارية يمكن الاعتماد عليها، لذلك لا يمكن إدارة عملية إنسانية بالطريقة التي تريدها".
يشار إلى أن عدد سكان رفح زاد 4 أضعاف منذ اندلاع الحرب، حسب الأمم المتحدة.
وتقع المدينة على طول الحدود مع مصر، وهي المنفذ الوحيد لغزة حاليا إلى العالم الخارجي، حيث تصل إمدادات المساعدات الهزيلة إليها، في حين ينتظر العديد من سكان غزة الإذن لمغادرة القطاع عبر معبر رفح.