«مثلي الجنس».. مفاجآت مدوية حول رئيس وزراء فرنسا الجديد «غابرييل أتال»

قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعيين لغابرييل أتال، البالغ من العمر 34 عامًا، رئيسًا للوزراء أمس الثلاثاء، وجعله أصغر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا، وأول رئيس وزراء مثلي الجنس في البلاد.

فمنذ يومين قبل ماكرون استقالة رئيسة الوزراء السابقة، إليزابيث بورن، التي بلغت 62 عامًا.

وفي رسالة نشرها عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، شكر ماكرون بورن على عملها الاستثنائي قائلاً: "كان عملك في خدمة الوطن مثاليًا، ونفذت الإصلاحات بشجاعة وتصميم".

فبورن، التي تم تعيينها في مايو 2022، كانت ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد إديث كريسون، وعملت على العديد من الملفات الحساسة، بما في ذلك إصلاحات نظام التقاعد والمسائل المتعلقة بالهجرة، مما أثار توترات في الساحة السياسية خلال الشهر الماضي.

كما يشير ماكرون إلى إمكانية إجراء تعديلات في التشكيلة الحكومية في ديسمبر، مع وعد بمبادرة سياسية جديدة، بعد عام 2023 الذي شهد العديد من الأزمات السياسية في البلاد.

ويعتبر غابريال أتال، الشخصية الأكثر شعبية لدى نصف الفرنسيين وفي الأغلبية الرئاسية، حيث شغل منصب أصغر وزير للتربية وأصبح أول رئيس حكومة يفتخر بمثليته في فرنسا.

وتعيين أتال يأتي في ظل تحديات كبيرة تواجهها ولاية ماكرون الثانية، حيث يواجه نقصًا في الأغلبية البرلمانية وتصاعدًا لليمين المتطرف، مما يجعل من الصعب تقديم دفع جديد لسياساته.

وغابريال أتال يعود إلى حركة شبابية تابعة لدومينيك ستروس، والذي كان شخصية بارزة في اليسار قبل اعتقاله بتهمة جنسية في 2011.

وعندما أسس ماكرون حزب "إلى الأمام!" في 2016، كان أتال من أوائل الاشتراكيين الذين انضموا إليه، وهو الأمر الذي سمح له بالانطلاق نحو الرئاسة.

وكان أتال نائبًا في أو-دو-سين، منطقة تابعة لباريس، وظليها يُعتبر معقلا لليمين، كما استطاع دخول الحكومة بمساعدة سكرتير دولة للشباب، وأظهر قدراته السياسية وحسه القوي وطموحه الشديد.

وقبل أن يصبح المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أظهر أتال مهاراته خلال أزمة كوفيد، وبات من أبرز أعضاء الحكومة الذين أصبحوا معروفين للرأي العام.

وبعد إعادة انتخابه في عام 2022، عُرِض على غابريال أتال حقيبة الميزانية من قبل إيمانويل ماكرون.

و تباشر هذه الخطوة جعلته واحدًا من الوزراء النادرين الذين انتقلوا إلى الأمام للدفاع عن إصلاح أنظمة التقاعد، وهو موضوع غير محبوب.

ولم يمر وقت طويل حتى حصل على مكافأة جديدة: تولى وزارة التربية الوطنية المرموقة، اعتبارًا من يوليو 2023.

مع تصريحاته حول صدمة المعرفة ومدرسة الحقوق والواجبات، ودعمه لفرض زي رسمي ومنع العباءة في المدرسة، أصبح الوزير الشاب ظاهرًا في كل مكان وشغل مساحة كبيرة في وسائل الإعلام، ما أثار إعجاب كبار السن الذين يشكلون قاعدة الناخبين الموالية لماكرون.

ولم تمر أسابيع حتى عبّرت مستشارة حكومية عن دهشتها من هذا "الحماس لرجل السلطة"، مما أثار سخرية حتى بين أنصاره بسبب "ثقته المفرطة بنفسه".

زعيمة كتلة اليسار الراديكالي، ماتيلد بانو، اعتبرته "ماكرون جونيور متخصص في الغطرسة والازدراء".