«اغتيال أعين الحقيقة».. حرب إبادة لطمس حقيقة العدوان الإسرائيلي في غزة
مع اقتراب دخول الحرب في القطاع شهرها الرابع، لا يزال الاحتلال الغاشم يمارس عدوانه بكل وحشية، كما أنه يتعمد أن يغلق أصوات الحقيقة ويكتم أفواههم، وذلك بقتلهم وقتل ذوييهم، وكان أخرهم حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.
ارتفاع عدد شهداء الصحفيين
فبعد ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى "109" منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد الزميلين الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، حيث استشهدا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لسيارتهم أثناء تغطيتهم الصحفية.
كما أدان المكتب الإعلامي هذه الجريمة النكراء بأشد العبارات، مؤكدًا أن هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال والتي تهدف إلى ترهيب وتخويف الصحفيين، محاولة فاشلة لمنعهم من تغطية الأحداث وطمس الحقيقة.
استهداف الصحفيين منذ اليوم الأول
فقد بدأ الصحفيون والمراسلون في قطاع غزة رحلتهم منذ اليوم الأول، مسعىً للكشف عن جرائم الإبادة العرقية التي تُنفَّذها قوات الاحتلال.
وتواجه هذه الجهود محاولات مستمرة من الجانب الإسرائيلي لقمع الحقيقة ومنع نشر ما يحدث على أرض الواقع.
فيما يُواجه الصحفيون مستوى غير مسبوق من التهديد والاستهداف، حيث تستهدفهم قوات الاحتلال بشكل واضح مما يؤدي إلى إراقة دمائهم وترويعهم.
ولكن الاعتداءات لا تقتصر على الصحفيين في الميدان، بل تتعدى لتشمل أفراد عائلاتهم في منازلهم.
كما تعبّر حوادث القصف عن هذا الواقع بشكل مأساوي، كما حدث مع الزميل وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة.
وخلال تغطيته للقصف المتواصل على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، تلقى نبأ استشهاد زوجته وأبنائه وأفراد آخرين من عائلته جراء غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في مخيم النصيرات وسط غزة.
وتظهر الأرقام والتقارير الدولية واقعًا مثيرًا حيث يتعرض الصحفيون في قطاع غزة للاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا في توثيق جرائم الحرب واستهداف المدنيين ونقل الوقائع الحقيقية، لكنهم يواجهون تهديدات مستمرة لحياتهم وحريتهم.
فقوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الصحفيين مباشرة أثناء تغطيتهم للأحداث في غزة، بما يشمل القصف المباشر للمؤسسات الإعلامية والصحفيين أنفسهم، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والأعراف الإنسانية التي تحظر استهداف الصحفيين في زمن الحروب.
ولحماية الصحفيين في غزة، يجب تطبيق القوانين الدولية والضغط الدولي لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال العدائية ضد الصحافة.
فالصحفيين شهود رئيسيين يسجلون الحقيقة ويساهمون في فهم الصراعات والحروب، وبالتالي ينبغي أن يحموا بموجب القوانين الدولية ودعم المجتمع الدولي.
بالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهونها، إلا أن الصحفيين في غزة يستمرون في أداء مسؤولياتهم في نقل الحقيقة وتوثيق معاناة الشعب الفلسطيني من أجل الحقيقة والعدالة، رغم المخاطر الجسيمة التي يتعرضون لها.
لجنة الحريات تدين
وأكد رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، محمد اللحام، استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال يستخدم سياسات الترهيب والقتل لمنع نشر الانتهاكات والمجازر اليومية التي تحدث، ويستهدف منازلهم أيضًا.
وأكد اللحام أن الصحفيين في غزة مستمرون في نقل الحقيقة رغم التعرض للاستهداف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يهدف إلى منع ظهور الحقيقة وإخفاء ما يجري في القطاع.
