«أطول ملوك أوروبا بقاءً».. رحلة مارجريت الثانية بعد تنازلها عن «عرش الدنمارك»

تصدر اسم ملكة الدنمارك مارجريت الثانية محرك البحث بعد عزمها على التنازل عن العرش.

ففي بيان عن ملكة الدنمارك مارجريت الثانية أمس الأحد، أعلنت عزمها التنازل عن العرش لصالح ابنها، ولى العهد الأمير فريدريك.

وأثناء خطابها بمناسبة العام الجديد، أكدت الملكة قرارها بالتخلي عن العرش في 14 يناير المقبل، وهو اليوم الذي يصادف الذكرى الثانية والخمسين لتوليها العرش في سن الحادية والثلاثين بعد وفاة والدها الملك فردريك التاسع.

وفي بيان صحفي، أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن القرار الذي اتخذته الملكة، وأشادت بتفانيها طوال حياتها وجهودها المخلصة من أجل المملكة، مقدمة شكرها الصادق لصاحبة الجلالة الملكة على جهودها المستمرة.

من هي؟

ومارجريت الثانية وُلدت في 16 أبريل 1940، كانت الابنة الأولى لولي العهد الأمير فريدريك والأميرة أنغريد.

في البداية، لم تكن مارجريت مُؤهِّلة لترتيب العرش وفقًا لقوانين الخلافة التي كانت تمنع النساء من التوريث وتمنح الأولاد الذكور الأولوية، ومع ذلك، تغيرت هذه القوانين بعد تعديل دستور البلاد في عام 1947.

وأثرت شعبية الملك فريدريك التاسع ودوره الإيجابي في المجتمع الدنماركي، بالإضافة إلى عدم إنجاب الملكة أنغريد لأطفال آخرين، في تحفيز عملية تعديل الدستور.

وتمت الموافقة على التعديل بعد إجراء اثنين من التصويتات في البرلمان، تلتها استفتاء عام أُجري في 27 مارس 1953، الذي أتاح لمارغريت أن تصبح ولي العهد في الدنمارك بموجب هذا التعديل الدستوري الجديد.

كما أنها إحدى الشخصيات الأكثر شعبية بين الدنماركيين هي مارغريت الثانية، وكانت تتجول في شوارع كوبنهاغن بشكل شبه يومي دون مرافقين، مما أثار إعجاب الناس بودها وتواضعها، وحظيت بتقدير الناس بسبب مواهبها اللغوية ومهارتها كمصممة أزياء.

وكانت مارجريت شخصية نشيطة ومتحمسة للرياضة، شاركت كعضو في وحدة القوات الجوية النسائية الدنماركية واهتمت برياضة الجودو واجتازت اختبارات التحمل في الثلج، وبقيت نشيطة رغم تقدمها في العمر.

وفي عام 2011 وعندما بلغت سن السبعين، زارت القوات الدنماركية في أفغانستان مرتدية زيا عسكريا، مما أظهر تفانيها ودعمها للقوات المسلحة.

وكملكة، كانت تسافر عبر البلاد بانتظام، تزور غرينلاند وأرخبيل جزر فارو، وهما جزء من مملكة الدنمارك ولهما حكم شبه ذاتي، وكانت تستقبل باستمرار بحفاوة من السكان المحليين في كل مكان تذهب إليه.

وتحظى الملكة مارجريت بشعبية كبيرة بين الدنماركيين، وخطابها في ليلة رأس السنة يجذب اهتماماً كبيراً، وتعتبر مبدعة ومهتمة بالفن، وتتبنى في بعض الأحيان أسلوباً غير تقليدي.

وبعد وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في سبتمبر 2022، أصبحت مارجريت الملكة الوحيدة المتبقية في أوروبا وأطول ملوكها بقاءً على العرش.

وقصة حب مارجريت مع الفن جمعتها بزوجها الفرنسي هنري ماري جان أندريه دي لابورد دي مونبيزات، المعروف لاحقًا باسم الأمير هنريك، فالتقيا في لندن حيث كان يعمل في السفارة، وتم زواجهما في 10 يونيو 1967.