بعد تدميره على يد الاحتلال الإسرائيلي.. ماذا تعرف عن «قصر الباشا» التاريخي في غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030أدانت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية تدمير قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لموقع قصر الباشا في حي الدرج بالمركز التاريخي لمدينة غزة.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن "هذه الجريمة تضاف إلى جرائم أخرى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني، حيث دمّر قبل ذلك مجموعة من المواقع والمعالم الأثرية مثل ميناء غزة القديم، وكنيسة برفيريوس، ومسجد جباليا، ومجموعة كثيرة من المباني التاريخية والمتاحف وغيرها".
واعتبرت الوزارة أن هذا التدمير "جزء من مخطط الاحتلال لطمس وتدمير التراث الوطني الفلسطيني الذي يدل على ارتباط الإنسان بأرضه ويعزز بقاءه، وهو مخالف لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية لاهاي لعام 1907، وجنيف الرابعة لعام 1949، واتفاقيات اليونسكو بشأن حماية الممتلكات الثقافية".
ودعت الوزارة المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو إلى "إلزام الاحتلال بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني وتراثه".
قصر الباشا
يقع قصر الباشا في البلدة القديمة (بحي الدرج) في مَدينة غزّة في فِلسطين ويُعدّ النموذج الوحيد للقصور المتبقّية في مدينة غزّة.
وتعود بُنية هذا القصر إلى العصر المملوكي في زمن الظاهر بيبرس (1260-1277م)، ويُستَدلّ على ذلك بشعار الظاهر بيبرس الموجود على مدخله الرئيس، وهو عبارة عن أسدين متقابلين، وقد كانَ يعتبر مقراً لنائب المدينة في العصرين المملوكي والعثماني، وهو الآن يستعمل متحفاً
أُطلق على القصر العديد من التسميات بحيث يدل بعضها على المراحل التّاريخيّة التي مرت به، منها:
قصر النّائب في العهد المملوكي
قصر آل رضوان في العهد العثماني
دار السّعادة
الدّار العظيمة
الدّبوية (أثناء الحكم البريطاني عندما استخدم كمركز للشرطة)
وعند قيام الحملة الصليبية، وإقامة نابليون بونبارت في القصر لمدة ثلاثة أيام أطلق عليه العامة اسم (قلعة نابليون)، وفي زمن الإدارة المصرية كان القصر جزءاً من مباني مدرسة سُمّيت بمدرسة الأميرة فريال (بنت الملك فاروق) ثم تغّيرَ اسم المدرسة إلى مدرسة الزهراء الثانوية للبنات، وبعد ذلك اعتبرته وزارة السّياحة والآثار معلماً أثرياً يجب المحافظة عليه، وأطلقت عليه اسم قصر الباشا.
تاريخه
بني الطّابق الأول من قصر الباشا في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، إذ أنّ السلطان المملوكي الظاهر بيبرس أمر الوالي جمال الدين أقوش ببناء القصر، ومن هنا استمرّ مقرّاً للحكم وإدارة غزّة.
وأطلق عليه المماليك في الفترة (1260-1517) لقب «مقرّ نيابة غزّة»، وبعد انتهاء الحكم المملوكي حكم غزّة العثمانيون من المكان نفسه الذي بقي مقرّاً للحكم حتى الانتداب البريطاني.
الانتداب البريطاني والإدارة المصرية
بعد تسليم قطاع غزّة إلى الإدارة المصرية عام 1948، وفي عهد الملك فاروق تمّ تحويل القصر إلى مدرسة سمّيت مدرسة الأميرة فريال، وبقي كذلك حتى قام الرئيس جمال عبد الناصر بتحويل اسم المدرسة إلى فاطمة الزهراء (ابنة الرسول صلّى الله عليه وسلم).
السّلطة الوطنية الفلسطينية
بقي المكان على ما هو عليه حتى مجيء السّلطة الوطنية الفلسطينية التي قرّرت عام 1998 فصل المدرسة عن القصر حفاظاً على الآثار، وتم تحويله لمتحف حالياً من قبل وزارة السياحة والآثار.
وقد تم ترميم القصر آخر مرة عام 2005، ولكن إمكانية ترميمه من جديد لا تتوفر الآن مع استمرار الحصار على غزة.