«يفعل ما يريد».. هل يتم تجميد القتال في أوكرانيا بأوامر «بوتين»؟
عبده حسن مصر 2030بدا واضحًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظهر ثقة لا حدود لها بالنفس، خاصة عندما تحدث إلى جنرالاته وصف الهجوم الأوكراني المضاد وعدم تأييد الغرب بفشل، حيث أشار إلى أن أوكرانيا محاصرة وقواته الروسية تفعل ما تريد.
ورغم أن بوتين أكد على عدم التخلي عن أهدافه وتوجيه دعوة للتفاوض، إلا أنه بعث برسالة تشير إلى استعداده للتفاوض، مما يظهر تغييرًا في موقفه.
ومنذ سبتمبر، بوتين بعث بإشارات توضح استعداده لوقف للنار قد يؤدي إلى تجميد القتال دون تحقيق طموحاته في السيطرة على أوكرانيا، وهو ما أفاد به مسؤولون روسيون وأمريكيون ودوليون، كما أن بوتين بحث في وقت سابق إمكانية وقف لإطلاق النار في خريف 2022، عقب هزيمة الجيش الروسي في شمال شرق أوكرانيا، وأشار إلى الرضا بالأراضي التي استولت عليها روسيا واستعداده للهدنة.
وتعتبر الصحيفة أن اهتمام بوتين بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمثل استغلالًا وارتجالًا في استراتيجيته الحربية خلف الكواليس، ورغم أنه يظهر بوتين بمظهر حازم في خطاباته العلنية، فإن تسريبات تكشف عن ترسيخه للحفاظ على خياراته وتقليل المخاطر في حرب استمرت أطول من المتوقع.
والروايات من مقابلات متعددة مع الروس الذين يعرفون بوتين لفترة طويلة ومسؤولين دوليين ذوي فهم عميق لتفاصيل الكرملين، تصف بوتين كزعيم يتنقل بين التهديدات والاستعراضات العلنية ورغبته السرية في إظهار النصر والاستمرار في تقدمه.
وبعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن هذه الحركات قد تكون محاولة معتادة من الكرملين للتضليل دون امتلاك بوتين لرغبة حقيقية في التفاوض.
ويشير المسؤولون الروس السابقون إلى إمكانية تغيير بوتين لرأيه مرة أخرى إذا تغيرت الظروف أو اكتسبت القوات الروسية الزخم من جديد.
فخلال الـ16 شهرًا الماضية، شهد بوتين سلسلة من الإذلالات والتراجعات المحرجة، وصديق حربه السابق أصبح تمرُّدًا في ظل ثقته الفاقدة.
وخلال هذه الفترة، جرت حرب أودت بحياة المئات ضمنما كان يبدي بوتين تناقضات تعتبر علامة مميزة لحكمه.
ووفقًا لمسؤول روسي بارز سابق، نقل رسالة عن بوتين لصحيفة "نيويورك تايمز": "يفضل بوتين بالفعل التوقف عند الخطوط الحالية، ولا يفكر في التراجع بمقدار بسيط."
وأشار المسؤولون الحاليون والسابقون إلى أن بوتين يرى سلسلة من العوامل التي تُشير إلى فرصة مناسبة للتوصل إلى اتفاق، مع الحرب المأساوية التي تبدو متعثرة، وتأثير الهجوم الأوكراني الفاشل وضعف الدعم الدولي، ومع استمرار التفرغ للحرب في غزة منذ أكتوبر.
فيما يتعلق بالأهداف الروسية، ردًّا على الأسئلة المكتوبة بعد رفضه المقابلة، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في رسالة صوتية: "من الناحية النظرية، هذه الافتراضات التي طرحتموها غير صحيحة".
وعن سؤال حول استعداد روسيا لوقف النار على الخطوط الحالية للجبهة، أشار إلى تصريحات بوتين الأخيرة بشأن أهداف الحرب التي لم تتغير.
وأوكرانيا تجمع الدعم لصياغتها للسلام، التي تتضمن تسليم جميع الأراضي الأوكرانية ودفع تعويضات من قبل موسكو، لكن الرئيس زيلينسكي لم يلاحظ أي إشارة إلى رغبة روسيا في التفاوض، وأضاف: "نرى فقط استعدادًا وقحًا للقتل".
وبعد تقدم الجيش الأوكراني في خريف 2022، دعا بعض مؤيدي أوكرانيا، مثل الجنرال مارك ميلي السابق، للتفاوض، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين اعتبروا أن الوقت لم يحن بعد للمحادثات، وأكد زيلينسكي على استمرار القتال حتى تحرير البلاد بأكملها من سيطرة روسيا.