زلازل وفيضانات كارثية.. حالات الطوارئ المناخية في العام الأكثر سخونة
مارينا فيكتور مصر 2030من زلازل سوريا وتركيا والمغرب إلى الفيضانات المدمرة في ليبيا وكاليفورنيا، شهد العالم في 2023 حالات طوارئ طبيعية ومناخية هي الأقسى، مع إعلانه العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
حالات طوارئ مناخية غير متوقعة في جميع أنحاء العالم أودت بحياة الآلاف وتسببت في أضرار بمليارات الدولارات في البنية التحتية والاقتصاد.
وأدت الكوارث الطبيعية الشديدة الناجمة عن تغير المناخ إلى اعتبار ذاك العام بمثابة عام الطوارئ والشدائد المناخية؛ حيث قُتل الآلاف بشكل مأساوي في جميع أنحاء العالم.
وتعد كوارث الزلازل والفيضانات من بين الكوارث الطبيعية الأكثر تدميرا التي تواجهها البشرية، وقد أودت بحياة الآلاف في عام 2023.
الزلازل الكارثية
شهد جنوب تركيا زلزالًا كبيرًا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر في 6 فبراير 2023، أعقبه زلزالًا كبيرًا آخر بقوة 7.5 درجة بعد تسع ساعات.
ووقعت الزلازل، وهي الأقوى منذ أكثر من عقدين، بالقرب من غازي عنتاب، وهي منطقة تواجه بالفعل تحديات إنسانية بسبب استضافة اللاجئين السوريين.
وفي المغرب، ضرب البلاد زلزال كارثي بقوة 6.8 درجة على عمق 18.5 كيلومترًا بعد الساعة في 8 سبتمبر/أيلول، مما أسفر عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص وتسبب في دمار واسع النطاق.
أكبر كارثة فيضانات هذا العام في ليبيا
أصبح الآلاف بلا مأوى بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مدمرة في المنطقة الشمالية من إيطاليا، وتسببت حالات الجفاف في السنوات السابقة في جعل الأراضي في المنطقة أقل قدرة على امتصاص المياه، مما أدى إلى تفاقم الفيضانات.
وبالإضافة إلى الخسائر المأساوية في الأرواح، خلفت الفيضانات سلسلة من الأضرار الجسيمة، وأحدثت دمارًا في المستوطنات والمناطق الزراعية.
وضربت 'عاصفة دانيال' شرق ليبيا في 10 سبتمبر وتسببت في كوارث في مدن مثل بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة ودرنة في وسط البحر الأبيض المتوسط.
وأسفرت الفيضانات عن مقتل أكثر من 4300 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 17 ألف طفل، ونزوح 40 ألف ضحية داخليًا، فضلًا عن تعرض نحو 70% من البنية التحتية في المناطق الشرقية للضرر، كما لحقت أضرار بنحو 95% من المؤسسات التعليمية، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية على مستوى البلاد لمدة 10 أيام، وتم إعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام.
وكانت مدينة درنة من بين أكثر المدن الليبية تضررا؛ إذ أدى انهيار سد بومنصور (سعة 23 مليون متر مكعب) وسد البلاد (سعة 1.5 مليون متر مكعب) إلى غرق مدينة درنة.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الكارثة أدت إلى نزوح 40 ألف مواطن، وأشار المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد حمودة، إلى أن هطول الأمطار كان الأعلى منذ أكثر من 40 عامًا.
كيفية تفادي الفيضانات في الأعوام القادمة
تدرس الهند استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لتعزيز بناء النماذج المناخية والتنبؤ بالطقس في الوقت الذي تكافح فيه البلاد مع تزايد وتيرة الفيضانات والجفاف والأمطار الغزيرة.
وتشكل التنبؤات الجوية الدقيقة أهمية بالغة في الهند، نظرا لعدد سكانها الكبير ومكانتها باعتبارها ثاني أكبر منتج لبعض المحاصيل الاستراتيجية، لاسيما الأرز والقمح والسكر.
ومن ثمَّ، فقد تستخدم إدارة الأرصاد الجوية الهندية (IMD) حاليًا تقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء سيناريوهات مستقبلية بناءً على النماذج الرياضية.
وفي هذا الصدّد، أشار رئيس أبحاث وخدمات المناخ في IMD "هوساليكار"، إلى أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي لإصدار تنبيهات عامة بشأن موجات الحر والأمراض مثل الملاريا، مما يوفر بيانات عالية الدقة للتنبؤات.