«الفوضى القانونية».. حيل ترامب للعودة للبيت الأبيض

يسعى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشكل متسارع للمشاركة في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث يعمل على تقديم استئناف سريع للمحكمة العليا الأمريكية بخصوص قرار استبعاده من محكمة ولاية "كولورادو".

ويعتبر هذا الإجراء جزءًا من استراتيجية ترامب السياسية لإثارة حالة من الفوضى القانونية، وفقًا لتحليل شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ويعتقد المحللون أن ترامب يستخدم هذه الخطوة كجزء من تكتيكاته السابقة في القضايا القانونية، حيث يسعى لتأجيل أي إجراءات قانونية حتى بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ومن المتوقع أن تنظر المحكمة العليا الأمريكية في هذه القضية في العام المقبل، وهي الجهة المختصة بمحاكمة ترامب بشأن الجرائم المزعومة التي وقعت بعد انتخابات عام 2020، وإمكانية تأثير الإجراءات التي اتخذها أثناء ولايته على إمكانية ترشحه مجددًا في عام 2024.

وقال المدعي العام السابق لترامب، بيل بار، الذي يعارض ترشحه في الانتخابات، إن "ترامب يعتمد على التظلم مثلما تعتمد النار على الأكسجين"، في تعليقه على استئناف ترامب ضد حكم ولاية كولورادو.

كما لجأ ترامب إلى المحكمة العليا ليس للمرة الأولى، فبعد هزيمته في انتخابات عام 2020، طلب المساعدة من القضاة الذين عين بعضهم لإلغاء نتائج الانتخابات، وعبر عن استيائه العلني حين رفضوا بسرعة دعواه القانونية.

والآن، وهو المرشح المحتمل لترشيح الحزب الجمهوري، يسعى ترامب للحصول على دعم المحكمة العليا في حملته لعام 2024، قبل أسابيع قليلة من بدء التصويت في الانتخابات التمهيدية.

وتضع دعوى ترامب أمام "الولايات المتحدة" في وضع غير مسبوق، ومن المؤكد أنها ستثير توترات حادة بين الأطراف السياسية بغض النظر عن حكم المحكمة.

وأكدت محكمة كولورادو، في وثيقة رأي غير موقعة، أن "الرئيس ترامب لم يحرض فقط على التمرد، بل استمر في دعمه حتى وقت استمرار الحصار على الكابيتول، من خلال طلبه المتكرر لنائب الرئيس مايك بنس برفض أداء واجبه الدستوري، واتصاله بأعضاء مجلس النواب لإقناعهم بوقف فرز الأصوات.

هذه الإجراءات تمثل مشاركة واضحة ومباشرة في التمرد بشكل علني وطوعي".

وبايدن لم يعلق بشكل مباشر على حكم ولاية كولورادو يوم الأربعاء، ولكنه استغل الفرصة لاتهام ترامب بالمشاركة في التمرد. وصرَّح بايدن للصحافيين عند وصوله إلى ميلووكي أنه "من الواضح" أن ترامب كان متمردًا.

ومحامو ترامب لم يخفوا رغبتهم في تأجيل المحاكمة الفيدرالية والقضايا الجنائية المحتملة حتى بعد انتخابات عام 2024، مما يتيح لترامب إمكانية العفو عن نفسه في حال فوزه.

وستيف فلاديك، محلل المحكمة العليا وأستاذ في جامعة كاليفورنيا، أشار إلى أن معارضة ترامب تركز على توقيت مراجعة المحكمة، مع الإشارة إلى أن قرار المحكمة بشأن الملاحقة الجنائية ليس محسومًا.

كما أن محامو ترامب ليس لديهم خطط لتقديم استئنافهم إلى المحكمة العليا هذا الأسبوع، ولكن بمجرد تقديمهم الاستئناف، ستصبح القضية في يد المحكمة العليا، وموعد النظر في ذلك يعتمد على المحكمة.

وفقًا لـ "سي إن إن"، هذه الحالتان تعني أن المحكمة العليا ستلعب دورًا مهمًا في انتخابات عام 2024، حيث يمكن للمحكمة أن تقرر إذا ما كان ترامب محميًا من المساءلة الجنائية خلال فترة رئاسته، مما يعني إعفائه من بعض التهم ويمنحه فرصة للترشح لولاية ثانية.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمحكمة العليا أن تقرر عكس قرار المحكمة في كولورادو بإمكانية عزل ترامب من الاقتراع، مما يدفع الولايات الأخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، مما يمنعه من الترشح للبيت الأبيض.