”عذبوه وتركوه يصارع الموت”.. كواليس مقتل الأسير ثائر أبو عصب
مارينا فيكتور مصر 2030تزداد فضائح الاحتلال الإسرائيلي يومًا بعد يوم، وبدأت تنفجر في أوجههم المزينة بالكذب والجرم، حيث زعمت إسرائيل أنها فتحت تحقيقا في حادث استشهاد الأسر ثائر أبو عصب تحت التعذيب على يد السجانين في سجن النقب الصحراوي ليلة أمس.
وزعمت الدوائر العسكرية الإسرائيلية أنها ستحقق مع 19 سجانا انهالوا بالضرب المبرح على الأسير حتى الموت.
فيما أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير أنه لن يسمح بإجراء محاكمة ميدانية للسجانين، مضيفًا: "لا يوجد مكان لتحديد مصيرهم قبل إجراء تحقيق شامل".
وأكدت هيئة الأسرى والمحررين اغتيال الأسير ثائر سميح أبو عصب (38 عاما) من مدينة قلقيلية، أثناء أسره في سجن النقب الصحرواي، علما أنه معتقل منذ 18 عاما.
كواليس استشهاده
فيما تحدث أسير آخر عندما أطلق سراحه "لقد تعرض ثائر أبو عصب للضرب وتركوه بلا أي علاج حتى فارق الحياة".
وقال الأسير المحرر عمر العطشان، الذي أفرج عنه من سجن النقب ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال، إن الأسير أبو عصب تعرض لضرب متواصل حتى ارتقى شهيدا.
وأوضح العطشان، في حديثه عقب الإفراج عنه، أن الأسير أبو عصب استشهد في القسم الذي كان يتواجد فيه، قائلا: "نادينا عليهم وطلبنا منهم إحضار طبيب بشكل عاجل، لكنه لم يأت إلا بعد ساعة ونصف".
وأضاف أن أبو عصب استشهد وهو على الأرض، مبينا أن السجانين تعاملوا مع الحدث ببرودة أعصاب.
وأكد أن الاعتداء على أبو عصب جاء لسبب بسيط، وقال: "قتلوه مشان سأل سؤال.. سأل هل يوجد هدنة، فأجابه السجان: لا .. وفي نفس الليلة دخلوا عليه وضربوه حتى قتلوه".
وبين العطشان أن الأوضاع في سجون الاحتلال الإسرائيلي أصبحت صعبة للغاية بعد 7 أكتوبر، وأن قوات الاحتلال اعتدت على الأسرى وتعمدت الإهمال الطبي للمصابين منهم.
واعتقل أبو عصب في 27 أيار 2005، وهو محكوم عليه بالسّجن لمدة 25 عاماً، ليكون الأسير أبو عصب الشهيد السادس الذي يغتاله الاحتلال في سجونه، بعد 7 أكتوبر.
وقال نادي الأسير إن الاحتلال ينفذ عمليات ممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، كما حمل القوى الدولية الداعمة للاحتلال المسؤولية، في ظل استمرار الإبادة الجماعية بحقّ أهالي غزة، بالإضافة إلى الاعتداءات على الأسرى في السجون.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، اغتال الاحتلال الإسرائيلي عدة أسرى في سجون الاحتلال، آخرهم الأسير أبو عصب، وهم: عمر دراغمة من طوباس في الضفة الغربية، وعرفات حمدان من رام الله، وماجد زقول وهو عامل من قطاع غزّة سكان رام الله، وعبد الرحمن مرعي من سلفيت، وأسير آخر من غزة لم تعلن هويته.
وردا على اغتيال الاحتلال للأسير أبو عصب، أعلنت حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية في مدينة قلقيلية الإضراب الشامل حداداً على روح الشهيد الأسير.