«حارس الازدهار».. كيف لاقت ترحيبًا دوليًا لإنهاء قرصنة الحوثي؟

رحبت فرنسا بإعلان الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر، مؤكدة على ضرورة "تنسيق واسع" بين الشركاء.

وأشارت الوزارة الفرنسية إلى دعمها لمبادرة "حارس الازدهار" التي أطلقتها واشنطن بغية تأمين التجارة في المنطقة، خاصة بعد تأثير هجمات الحوثيين على شركات الشحن.

وفي بيان صادر، أوضحت الوزارة الفرنسية أن هذه العملية ستسمح بالتنسيق بين موارد دول الشركاء، مع تأكيدها على أن القيادة الوطنية لفرنسا ستظل سارية المفعول.

كما دعت إلى تنسيق أوسع بين الشركاء في المنطقة والدول المهتمة لضمان حرية الملاحة البحرية.

وسيشارك في هذا التحالف الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وإيطاليا وهولندا والنروج وإسبانيا وجزر سيشيل.

فالبحرية الفرنسية ستشارك في هذا الإطار بمهمتي أجينور وأتالانتي الأوروبيتين، وستدعم التحالفات البحرية لضمان الأمن البحري، منها قوة المهام المشتركة 153 التي أطلقتها الولايات المتحدة.

ففي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عن بدء الولايات المتحدة عملية أمنية دولية متعددة الجنسيات، تهدف إلى حماية حركة التجارة في منطقة البحر الأحمر، بسبب الضغط الذي فرضته هجمات الحوثيين على شركات الشحن الكبرى، مما أدى إلى تغيير مسارات سفنها.

كما زاد الحوثيون تكثيف هجماتهم باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، التي بدأوا في استخدامها الشهر الماضي، ضد السفن الدولية التي تعبر البحر الأحمر، رداً على الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأجبرت الهجمات التي وقعت خلال هذا الأسبوع شركة النفط البريطانية الكبرى "بي.بي" وغيرها من شركات الشحن، مثل "ميرسك" الدنماركية، على تغيير مسارات شحناتها التي تستخدم عادة قناة السويس، لتتجه بدلاً من ذلك حول رأس الرجاء الصالح، مما زاد من الوقت والتكاليف المطلوبة للشحن.

ونقلت رويترز عن وزير الدفاع الأميركي في بيان قوله: "هذا تحد دولي يستدعي تكاتف الجهود"، حيث أعلن عن إطلاق مبادرة "حارس الازدهار".

ففي اجتماع عبر الإنترنت مع وزراء من أكثر من 40 دولة، دعا أوستن الدول الأخرى للمشاركة وأدان "أفعال الحوثيين المتهورة".

والثلاثاء الماضي، استمرت شركات الشحن في تغيير مساراتها، على الرغم من الإعلان الأميركي، حيث صرحت شركة "ميرسك" الدنماركية - التي علقت عمليات الشحن في البحر الأحمر - بأن سفنها ستتجه حول أفريقيا حتى إشعار آخر.

وأضافت الشركة الدنماركية في بيان: "نحن نثق بأن سيتم إيجاد حلا يسمح لنا بالعودة إلى استخدام قناة السويس والمرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن في المستقبل القريب، ولكن في الوقت الحالي يصعب تحديد موعد محدد لذلك".

وما زالت العديد من السفن تبحر في الممر المائي، حيث أظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن عدة سفن يرافقها حراس مسلحون.

وبحسب مصادر في القطاع، فإن تأثير هذه الأزمة على التجارة العالمية يعتمد على مدى استمرارها، إلا أن أقساط التأمين والمسارات البديلة ستكون من بين العبء الفوري.

والحوثيون هددوا باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسياتها، وحذروا شركات الشحن الدولية من التعامل مع موانئ إسرائيل، وفي الوقت نفسه، أطلقوا صواريخ على إسرائيل من مسافة تزيد عن 1000 ميل.

وجماعة الحوثي أعلنت أن المبادرة الأمنية التي أطلقتها الولايات المتحدة لن تثنيها عن استمرار أفعالها.

من ناحية أخرى، صرحت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري بتلقيها معلومات حول محاولة محتملة للاعتداء على سفينة على بعد 17 ميلاً غربي مدينة عدن الساحلية، لكن الهجوم فشل وجميع أفراد الطاقم بخير.

وتقارير من عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أشارت إلى وقوع حادث على بعد 80 ميلاً بحريًا شمال شرقي جيبوتي عند مدخل البحر الأحمر.

وقد عززت البحرية الأمريكية وجودها في الممر المائي الحيوي بالبحر الأحمر، ولكن لم يتضح حتى الآن عدد الدول التي سترسل سفنًا إضافية أو طائرات دورية بعد إطلاق العملية البحرية الجديدة.