مع استمرار إطلاقها.. من المستفيد من هجمات الحوثي على السفن؟
مارينا فيكتور مصر 2030تظهر على الواجهة مرة أخرى تساؤلات عن جدوى إصرار جماعة الحوثي في اليمن المضي قدما في مهاجمة سفن البحر الأحمر بغرض وقف الحرب في غزة، تزامنًا مع إعلان وزير الدفاع الأميركي، الإثنين، استمرار دعم بلاده لتل أبيب في حرب غزة.
وردا على هذه الهجمات، أعلن لويد أوستن، خلال زيارته للبحرين، مساء الإثنين، في بيان، إطلاق عملية "حارس الأزهار"، وهي قوة متعدّدة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر بدوريات مشتركة.
من ناحيتهم، أعلن الحوثيون، الإثنين، في بيان، استهداف سفينتين "لهما ارتباط بالكيان الصهيوني"، حسب تعبيره، بطائرتين بحريتين، الأولى سفينة "سوان أتلانتيك" محملة بالنفط، والأخرى "إم إس سي كلارا" تحمل حاويات.
وتبعا لذلك، تواصل شركات الشحن العالمية إعلانها تجنّب المرور في البحر الأحمر، تحاشيا لتعرضها للخطر الذي يزيد قيمة التأمين.
من أحدث هذه الشركات "بي بي" البريطانية التي علقت، الإثنين، عبور جميع سفنها في البحر الأحمر، وبعد الظهر، اتخذت نفس القرار شركة "فرونتلاين".
وفي أيام سابقة، أعلنت تجنب باب المندب، الذي تمر عبره 40 بالمئة من التجارة الدولية، الشركة الدنماركية "ميرسك"، والألمانية "هاباغ-ليود"، والفرنسية "سي إم إيه سي جي إم"، والإيطالية السويسرية "إم أس سي"، والتايوانية "إيفرغرين".
ومنذ أن بدأ الحوثيون استهداف السفن في 19 نوفمبر الماضي، يقول الحوثيون إنهم يسعون للضغط على إسرائيل وحلفائها اقتصاديا وأمنيا للكف عن العدوان على غزة.
من المستفيد؟
عن تأثير هجمات الحوثي، التي تدخل شهرها الثاني، في تحقيق هذا الهدف المعلن، يقول خبراء عسكريين، إنه حتى الآن لم يظهر لهذه الهجمات أي تأثير في سير العمليات العسكرية في غزة، ولم تحدِث فارقا ميدانيا، ولم تشكل ضغطا لوقف التصعيد.
وتسبب التصعيد الحوثي في دفع المنطقة لمزيد من التوتر، وهذا التوتر قد يدفع إيران لزيادة حضورها في اليمن لدعم حليفها (الحوثي) بالسلاح والخبرات، ما يجعلها لاعبا أقوى في هذه الساحة، ومتحكما في إدارة الصراع.
ويعتقد الخبراء أن تزايد النفوذ الإيراني سيجعل طهران تمسك بأطراف طوق بحري يمتد من الخليج العربي، مرورا ببحر العرب والبحر الأحمر، وصولا للبحر المتوسط، لتكمل حزاما حول المنطقة العربية مع سيطرتها على الجزء الشمالي منها (في إشارة لوجودها عبر وكلاء وحلفاء في سوريا والعراق ولبنان).
وبحسب الخبراء، قد تتجه طهران لنشر قطع بحرية بشكل أكبر، وهو ما تطمح إليه استراتيجيتها في تعزيز نفوذها، وبذلك يمكن أن تكون أكثر قدرة على لعب دور أكبر في غزة، إلا إذا جدَّ أمر مفاجئ في السياسة الأمريكية يغيّر قواعد اللعب.
تهديد بتوسيع الحرب
وفي مؤشر على عدم تأثير هجمات الحوثيين على وقف حرب غزة، أكد وزير الدفاع الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، الإثنين، مع نظيره الإسرائيلي: "نواصل تزويد إسرائيل بالمعدات التي تحتاج إليها للدفاع.. بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي"، خلال الحرب.
وفيما يخص التهديد الحوثي، طالب إيران "بالكف عن دعم" الهجمات على السفن، قائلا إنه سيعقد اجتماعا افتراضيا، الثلاثاء، مع وزراء دفاع في الشرق الأوسط، لبحث الأمر.
كما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن هجمات الحوثيين "قد تؤدّي إلى دفع المنطقة نحو الحرب"، في إشارة لتوسيع نطاق الحرب الحالية في غزة.
من جانبه، اعتبر نتنياهو، خلال استقباله أوستن، أن ما يجري في البحر الأحمر هو تهديدٌ للملاحة في العالم بأسره، وتوجّه لأوستن بالقول: "سيدي، يسعدني أن أرحّب بك وبوفدك مرة أخرى. نحن نخوض حربا حضارية ضد الهمجية، وضد الإرهاب الإيراني الذي يهدّد الآن بإغلاق الممر البحري"، وفق ما نقله موقع هيئة البث الإسرائيلية "مكان".