كيف يستعد البنتاجون لتوجيه ضربات للحوثيين؟
تناقش السلطات في البنتاجون إمكانية تنفيذ ضربات موجهة نحو أهداف عسكرية لمقاتلي الحوثيين في اليمن، رداً على تصاعد هجماتهم على النقل العسكري والتجاري في البحر الأحمر.
ووفقًا لموقع "سيمافور"، يعبر مسؤولو الإدارة البايدنية عن تزايد القلق من محاولات المتمردين الحوثيين وداعميهم في إيران لتعطيل النشاط التجاري البحري العالمي، سواءً لإعاقة التجارة مع إسرائيل أو لزيادة التكاليف المترتبة على الولايات المتحدة نتيجة دعمها لإسرائيل.
وتجدّدت الصراعات في غزة ضد حركة حماس الفلسطينية، حيث يُلاحظ بعض شركات الشحن العالمية محاولات تحويل مسارات الشحن بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس إلى طرق تجاوزية عبر القرن الأفريقي، مما يُزيد بشكل كبير من مدة الرحلات والتكاليف المصاحبة.
ويعرب المسؤولون الأمريكيون عن دراسة إمكانية توجيه ضربة للحوثيين، وذلك على الرغم من مخاوفهم من تصاعد حرب أوسع ضد إيران ووكلائها.
ويؤكد مسؤولو إدارة بايدن أن أساسية تركيزهم هي المساهمة في دعم الحملة الإسرائيلية لطرد حماس من مواقعها في غزة في الشرق الأوسط، على الرغم من أنهم لم يستبعدوا اتخاذ مزيد من الإجراءات العسكرية.
وخلال الشهرين الماضيين، نفذت الميليشيات المدعومة من إيران عدة هجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا.
وأكد الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون، أن الجيش الأمريكي لن يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية قواته من التهديدات البحرية والهجمات المحتملة.
تمكنت القوات الأمريكية وحلفاؤها في الأسابيع الأخيرة من اعتراض صواريخ الحوثيين وطائرات بدون طيار التي يُعتقد أنها كانت تستهدف إسرائيل.
وبعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أعلن الجيش اليمني دعمه العسكري لحماس.
وفي توسيع لنطاق عملياتهم، قام الحوثيون بزعم استهداف السفن التجارية المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية، مما أدى إلى قصفهم لناقلة النفط "ستريندا" النرويجية بصاروخ كروز في يوم الثلاثاء.
وفي الشهر الماضي، استولى الحوثيون على سفينة شحن يُزعم أنها جزئياً مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي واحتجزوا طاقمها المكون من 25 شخصًا.
وصرّح المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، هذا الأسبوع للتلفزيون اليمني بأنّه إذا لم يتم توفير الغذاء والدواء لغزة، ستكون جميع السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى موانئ إسرائيل - بغض النظر عن جنسيتها - هدفاً لقواتهم المسلحة.
ومن جهة أخرى، نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية في الشرق الأوسط منذ بداية أكتوبر، وتمتلك الإمكانيات اللازمة لاستهداف بطاريات الصواريخ الحوثية وأنظمة الرادار داخل اليمن.
ولكن حتى الآن، أمتنع البنتاجون عن التحرك بسبب مخاوف من التصعيد، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
ومنذ عام 2016، لم تشن الولايات المتحدة هجمات مباشرة على المواقع العسكرية للحوثيين في اليمن، عندما دمّرت إحدى منشآت الرادار الساحلية الخاصة بالميليشيا باستخدام صواريخ توماهوك، رداً على الهجمات على السفن البحرية الأمريكية.
وفي السياق نفسه، يجري المسؤولون في البنتاجون محادثات حول الحوثيين في وقت يسعون فيه لزيادة عدد الدول المشاركة في تحالف بحري يُعرف باسم "قوة المهام المشتركة 153".
وهذه القوة المهمتها مراقبة الممرات المائية الرئيسية ونقاط الاختناق في الشرق الأوسط، بما في ذلك مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
وعلى الرغم من هذه المخاطر، حذر اللفتنانت المتقاعد ناغاتا، الذي كان يشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة أثناء فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الدفاع الأمريكي، من أن الولايات المتحدة تواجه مخاطر كبيرة في حال قررت شن هجوم على الحوثيين وحلفاء إيران الآخرين. أشار إلى أن طهران قد بنت أصولًا في عدة دول في الشرق الأوسط، مما يمكنها من الرد بعمليات انتقامية في مواقع متعددة في نفس الوقت.
وطرح سؤالًا حول مدى إمكانية قص أجنحة إيران أو الرد عليها استراتيجيًا في هذا الوقت، مُشيرًا إلى أن التوقيت يعتبر سيئًا، لأنه في رأيه، إيران تتمتع بموقع استراتيجي أقوى منذ الثورة.
وموقع "أكسيوس" نقل عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن قامت بإرسال رسائل إلى المتمردين الحوثيين في اليمن عبر عدة قنوات مؤخرًا، حيث حذَّرتهم من وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وضد إسرائيل.
