«حرب غزة».. كيف وضعت سياسة أمريكا الخارجية في مأزق؟
عبده حسن مصر 2030مع تصاعد التوتر في غزة واستمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بدأ شركاء الولايات المتحدة في الشعور بالإحباط من عدم استخدام واشنطن نفوذها لحماية الفلسطينيين.
وتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذّر إسرائيل من فقدان الدعم الدولي بسبب الحرب في غزة، ولكنه أيضًا أشار إلى أن إدارته قد تخسر الكثير أيضًا.
وبايدن، الذي فاز بالانتخابات قبل ثلاث سنوات كونه ذو خبرة واسعة في السياسة الخارجية، كان قد تعهد بإعادة الولايات المتحدة إلى دور القيادة العالمية بعد فترة الانعزالية في عهد دونالد ترامب.
وأشار مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية - الذي رفض الكشف عن هويته - إلى أن "التكلفة الدبلوماسية يمكن أن تكون شيئاً غير ملموس.
فعندما يكون الرأي العام في العديد من البلدان عدائيًا، فإن ذلك يصعّب من الصعوبة في كسب الدعم للقضايا التي نهتم بها.
والتقرير أشار إلى أنه ليس فقط الشركاء الأجانب الذين يحثون إدارة بايدن على المزيد، بل أعرب بعض مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن اعتراضهم، نظرًا لتداعيات ذلك على القيادة الأمريكية.
ومع تدهور الأوضاع في غزة وتزايد الهجمات الإسرائيلية وتحول القطاع إلى أنقاض، أكد المسؤول الأمريكي أن واشنطن بدأت تسمع شكاوى وانتقادات من جميع أنحاء العالم، دوليًا وداخليًا أيضًا.
وأضاف المسؤول أن العديد من الدول يرغبون في دعم موقف الولايات المتحدة، لكن الرأي العام المعادي يمنع ذلك، مُشيرًا إلى أن واشنطن تشعر بالضغط، وقد أبلغت حكومة بنيامين نتنياهو أن هذا الضغط لن يكون مفيدًا للمصالح الإسرائيلية.
وتحليلات خبراء ومحللين سياسيين تشير إلى أن تصريحات بايدن الأخيرة بشأن فقدان إسرائيل الدعم الدولي وضرورة تغيير حكومة نتنياهو، تُعَدُّ تحولًا كبيرًا في موقف الولايات المتحدة من الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد تكون بداية لتسويات كبرى.
وتدعو الحكومة الأمريكية إسرائيل إلى تعديل خططها العسكرية في القطاع والانتقال إلى العمليات الخاصة بدلاً من القصف العشوائي الذي تسبب في تدمير مأساوي لشعب غزة.
وطالبت الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية بـ"إعادة تنشيط قواتها الأمنية، لكي تتواجد في قطاع غزة بعد الحرب، بجانب القيام بإصلاحات وضخ دماء جديدة في السلطة".
وقال تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي عن المباحثات بين الجانبين، بشأن مستقبل غزة، إن "إدارة الرئيس جو بايدن، اقترحت على السلطة إعداد قوة أمنية وشرطة محلية في القطاع"، بعد نهاية الصراع الدائر حاليا، والذي تقول إسرائيل إنها تسعى من خلاله إلى "القضاء على حركة حماس".
والتقى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، الجمعة، برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله، لمناقشة "حكم غزة بعد نهاية الحرب".