إغراق أنفاق حماس.. هل تنجح إسرائيل في مُخططها الخطير داخل غزة؟
عبده حسن مصر 2030بعد مرور سبعة أسابيع على العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تظل الأنفاق تشكل تحديًا رئيسيًا لخطط تل أبيب في التصدي لحماس وتقويتها، والتي تعد شبكة معقدة وواسعة تمتد في طول وعرض القطاع في غزة.
مع مرور الزمن وتزايد خسائر الجيش الإسرائيلي، بدأت فكرة إغراق الأنفاق بمياه البحر في الظهور، حيث بدأ الجيش تنفيذ خطة محدودة لاختبار نجاح وفعالية هذا النهج.
وإذا أظهرت النتائج نجاحًا، وهو أمر غير متوقع، فمن المحتمل أن يزيد الجيش كميات المياه لخلق فيضانات تغمر وتدمر الأنفاق التابعة لحماس، وفقًا لتقارير شبكة "سي أن أن".
وتقول الشبكة إن الطريقة المقترحة صعبة ومحل جدل، ورغم إمكانية نجاحها جزئيًا، فإن لها آثار مدمرة على الحياة بشكل عام، وتُشير التقارير إلى تهديد تلوث إمدادات المياه العذبة وتدمير البنية التحتية، مما يمكن أن يؤثر على حياة المحتجزين داخل الأنفاق، والذين يُعتقد أن الغالبية منهم في الداخل.
وحتى الآن، فإن إسرائيل غير واثقة من فعالية الخطة وإمكانية نجاحها، وتُؤكد للجانب الأمريكي أن الاختبارات تجرى على نطاق محدود وتُطبق على أجزاء محددة من الأنفاق، حيث لا يُتوقع وجود محتجزين فيها، ويبدو أن فكرة الإغراق وجدت حماس استعدادًا لها، حيث تم اعتبارها جزءًا من استراتيجيتها خلال عمليات البناء.
وفي الخميس الماضي، أكد متحدث باسم الحركة أن "الأنفاق مصممة للتحمل في وجه محاولات الإغراق، فقد بُنيت بواسطة مهندسين متخصصين وخبراء درسوا جميع سيناريوهات التدمير الإسرائيلي، بما في ذلك الضغط بالمياه".
ويصف المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، داني أورباخ، الأنفاق في غزة بأنها "مبتكرة للغاية في هياكلها وتطورها".
وتشير تقارير ومقاطع الفيديو التي نشرتها الحركة إلى أن بعض الأنفاق قد تكون كبيرة بما يكفي لاستيعاب المقاتلين والأسلحة والبضائع، وحتى السيارات، وفقًا لاستنتاجات الخبراء، وأشار الخبراء إلى أن بعض هذه الأنفاق معززة بجدران إسمنتية سميكة، وليست جميعها متصلة ببعضها البعض.
وتقول الشبكة الأمريكية إن لتحقيق نجاح عملية الإغراق، يجب أن يكون ضغط المياه مرتفعًا جدًا لتدمير الجدران الأسمنتية والأبواب المعدنية السميكة داخل الأنفاق.
وعلى الأقل، يقول داني أورباخ، إن عملية الإغراق قد تجبر مقاتلي حماس على التحرك داخل الأنفاق، مما يمكن أن يساعد المخابرات الإسرائيلية في تحديد مكانهم، وربما حتى المحتجزين.
ويعتبر أورباخ أن هناك مشكلة تتعلق بتأثير إغراق الأنفاق بمياه البحر على الأرض الرملية في غزة، حيث يمكن أن تتسرب مياه البحر وتُدمر طبقات المياه الجوفية ومياه الشرب.
ويشير إلى أن مصدر المياه العذبة الرئيسي في المنطقة هو طبقة المياه الجوفية الساحلية التي يُستنزف معظمها بالفعل.
ويضيف أورباخ أنه إذا تم غمر شبكة الأنفاق بأكملها، فقد تنهار المباني الموجودة فوقها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى أضرار واسعة النطاق لأن الكثير من الأنفاق تحت البنية التحتية المدنية.
وعلى الرغم من ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن الهدف الفعلي من الإغراق قد لا يكون تدمير الأنفاق بشكل كامل في الوقت الحالي.