ضغوط دولية لهدنة دائمة مع استمرار التصعيد.. أبرز تطورات الأوضاع في غزة
مارينا فيكتور مصر 2030يمر 72 يوما على حرب غزة، لم تتوقف فيها نيران المعارك الدامية وأصوات القصف العنيف سوى بضعة أيام خلال هدنة لم تستمر.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إصراره على مواصلة ما سماه "الضغط العسكري" على حماس، رغم الضغوط الدولية للتوصل لهدنة دائمة، والخسائر المتتالية للرهائن وآخرها 3 بنيران الجيش.
وقال في أعقاب تأكيد حادثة مقتل الرهائن: "شعرت بحزن شديد. أحزن الأمة بأكملها، لكنه رغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمرا: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا".
وألمحت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اعتزم سلطات الاحتلال العودة إلى المفاوضات، خاصة بعد مقتل الرهائن.
لكن نتنياهو لم يتحدث بوضوح عن احتمال استئناف المفاوضات، قائلا: "التوجيهات التي أعطيها لفريق المفاوضين مبنية على هذا الضغط وبدونه لا نملك شيئا".
من ناحية أخرى، أكدت حماس، في بيان، على موقفها بـ"عدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء".
ويواجه نتنياهو احتجاجات في تل أبيب لإعادة الرهائن والتوصل لهدنة، آخرها نظمها مئات الأشخاص وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها "أخرجوهم من الجحيم"، وصاح أحد المتحدثين "أعيدوهم إلى ديارهم الآن".
تصعيد في الضفة
وفي الضفة الغربية، لا يزال التصعيد مستمرا حيث يشن جيش الاحتلال هجمات على الفلسطينيين، أسفرت خلال الـ24 ساعة الماضية، عن مقتل 4 أشخاص.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول قتيلين لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، وهما: الشاب وليد عبد الرازق أسعد زهرة (22 عاما)، وأسعد فتحي أسعد زهرة (33 عاما).
وكان الشابان محمود سامر جابر (22 عاما)، وغيث ياسر شحادة (25 عاما)، قتلا فجرا، إثر قصف لمسيرات الجيش الإسرائيلي داخل المخيم، وسط اعتقالات وتدمير للبنية التحتية، وإعلان المخيم منطقة عسكرية مغلقة.
وقال الهلال الأحمر إن "القوات الإسرائيلية تعرقل عمل طواقم الإسعاف والطوارئ من الدخول إلى مخيم نور شمس للوصول إلى الإصابات، واعتقلت متطوعا من سيارة الإسعاف".
وكانت القوات الإسرائيلية داهمت عددا من منازل المواطنين في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس شرق المدينة، وسط سماع دوي انفجارات واطلاق نار مكثف في العديد من الأحياء.
ونشرت القوات الإسرائيلية قناصتها على أسطح البنايات العالية، عُرف من أصحابها عائلتا البطة والسعايدة في المخيم.
كما اقتحمت ضواحي شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحي الإسكان في ضاحية اكتابا، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها واخضعت سكانها للاستجواب، وقامت بتكسير المركبات المتوقفة في المنطقة.
وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت، في وقت متأخر من مساء السبت، مدينة طولكرم، من الجهة الغربية، مرورا بشارعي المحاكم والسكة، باتجاه شارع نابلس وصولا لمخيم طولكرم، ودفعت تلك القوات بتعزيزاتها العسكرية من حاجز مستعمرة "عناب" شرقا، مرورا من بلدة عنبتا باتجاه المدينة.
وفرضت القوات حصارا مشددا على مخيم نور شمس شرق المدينة، ودفعت بجرافاتها وآلياتها العسكرية على شارع نابلس ودوار ومدخل ضاحية اكتابا باتجاه المخيم، في الوقت الذي دارت فيه مواجهات عنيفة أطلقت خلالها الأعيرة النارية بكثافة، وجرفت ودمرت العديد من الشوارع.
وصباح الأحد، اقتحمت القوات الإسرائيلية ترافقها جرافة ضخمة، المدخل الشمالي لمخيم طولكرم وشرعت في أعمال تجريف للمكان، وسط اندلاع مواجهات وسماع أصوات انفجارات في المنطقة.
وأعلنت القوى الوطنية في محافظة طولكرم، عن إضراب شامل لجميع مناحي الحياة في المحافظة الأحد، حدادا على أرواح قتلى مخيم نور شمس وغزة.
وبمقتل الشابين يرتفع عدد الشهداء في الضفة إلى 295 شهيدا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
غزة.. الدمار مستمر
وفي غزة التي لا تتوافر فيه خدمات اتصالات ولا إنترنت تكشف عن الصورة الكاملة للأوضاع هناك، أفاد سكان باشتداد حدة القتال في وسط مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
ومع حلول ليل السبت، زاد قصف الطائرات والدبابات الإسرائيلية تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو.
وتزداد الأزمة الإنسانية حدة في غزة، حيث نزح نحو 1.9 مليون شخص، أي 85% من سكان القطاع، عن منازلهم بحسب الأمم المتحدة.
واضطر كثيرون منهم إلى الفرار مرات عدة إلى مناطق مختلفة، ويعانون نقص الغذاء والمياه والدواء وضعف منظومة الصرف الصحي، وسط مخاوف من الأوبئة.
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن الجوع واليأس يدفعان الناس للاستيلاء على المساعدات التي تدخل إلى غزة، محذرة من "انهيار النظام العام".
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني "لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 18 ألفا و800 فلسطيني، تشكّل النساء والأطفال نحو70% منهم، قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب.