إسرائيل في طريق تصادمي مع أمريكا بسبب حرب غزة.. ما القصة؟
يعتقد الكاتب الإسرائيلي، يعقوب كاتس، أنه من الضروري على الحكومة الإسرائيلية التوقف عن ممارسة السياسة الحالية، وبدلاً من ذلك يجب عليها وضع رؤية محددة للمستقبل في قطاع غزة.
في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، طرح كاتس تساؤلات حول توجه إسرائيل وإمكانية اتجاهها نحو صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأشار إلى أن هذا الاتجاه قد يكون ممكنًا، مما يشير إلى وجود خطوات يمكن اتخاذها لتجنب هذا الصراع، ولكن من الصعب على بنيامين نتنياهو اتخاذ هذه الخطوات.
وفي مقال بعنوان "إسرائيل في طريق تصادمي مع الولايات المتحدة الأمريكية"، أشار الكاتب إلى تصريحات كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مثل نائب الرئيس كمالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذين حذروا إسرائيل من تصاعد أعداد الضحايا المدنيين في غزة.
كما أكدوا أن الولايات المتحدة لن تسمح بترحيل الفلسطينيين قسرًا من غزة أو بفرض محاصرة على القطاع أو إعادة تحديد حدوده، وأشار الكاتب إلى أن هذه التصريحات تتسبب في توتر دبلوماسي، حيث يبدو أن الساعة الدبلوماسية تنفد.
وهذا دفع قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى توسيع هجماتها داخل مواقع حماس في مناطق مثل غزة، وخان يونس، والشجاعية، وجباليا. ومن المتوقع أن يتسبب هذا الهجوم في زيادة عدد الضحايا الفلسطينيين.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة لم تدعو إلى وقف لإطلاق النار، بل تمسكت بفترات توقف لتسهيل عمليات إطلاق سراح الرهائن أو نقل المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى وجود تقسيم في الأدوار داخل الإدارة الأمريكية، حيث يلتزم الرئيس جو بايدن بالنهج المؤيد لإسرائيل، بينما تتخذ نائبته كمالا هاريس موقفًا أكثر صرامة تجاه القضية.
وختم الكاتب بالإشارة إلى أن الكلمات ليست الوسيلة الوحيدة التي تعبر بها الولايات المتحدة عن استيائها، حيث في العام 2014، أخرت إدارة الرئيس باراك أوباما تسليم صواريخ إلى إسرائيل بسبب مخاوف من استخدامها في حرب غزة.
كما يرى الكاتب أنه قد يحدث المزيد من التأخير في حزمة المساعدات الأمريكية المقدرة بـ 14 مليار دولار لإسرائيل.
ويتشاجر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون مع الديمقراطيين بشأن هذه الحزمة ويربطونها بالإصلاحات في سياسة الحدود والهجرة.
ويطالب بعض الديمقراطيين الأكثر تقدمية بايدن بربط المساعدات بتغيير في السلوك العسكري الإسرائيلي.
والكاتب يشير إلى وجود طرق دقيقة أخرى، مثل تعزيز القيود على الوصول للمستودعات الأمريكية للأسلحة في إسرائيل، أو تأخير تسليم قطع الغيار للطائرات العسكرية مثل طائرات الهليكوبتر أباتشي والطائرات المقاتلة من طراز F-16 بشكل غامض.
ويعتقد الكاتب أن إسرائيل لديها فرصة لتجنب هذا الصدام أو على الأقل لتقليل حدوثه، من خلال طرح خطة للمستقبل بعد الحرب مع حماس.
وهذه الخطة يمكن أن تشمل مشاركة دبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، التي يفضل إدارة بايدن تعزيزها ودعمها لاستعادة السيطرة على قطاع غزة.
