تزامنًا مع الحروب والصراعات.. الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان
مارينا فيكتور مصر 2030يحتفل العالم اليوم الموافق العاشر من ديسمبر من كل عام بـ"يوم حقوق الإنسان"، الذي يمثل مناسبة سنوية لإحياء المطالبات التي تضمنها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، الصادر في نفس اليوم عام 1948.
وتتزامن احتفالية هذه السنة مع تفاقم صراعات ونزاعات مسلحة بعدد من مناطق العالم، ما أدى إلى انتهاك وتهميش حقوق الإنسان وبروز حالة من عدم الاستقرار والمعاناة عمّقت انعدام المساواة، بحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
ويعود تاريخ الاحتفال بيوم حقوق الإنسان إلى العام 1950، بعد أن أصدرت الجمعية العامة القرار رقم (V423) الذي دعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد يوم 10 ديسمبر من كل عام يوما عالميا لحقوق الإنسان.
ويأتي اختيار هذا التاريخ للدلالة على اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بموجب القرار (217 A)، الذي حدد للمرة الأولى حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا، ووضعت المنظمة الدولية هذا الإعلان بوصفه "المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم".
ويهدف الاحتفال باليوم إلى تسليط الضوء على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من خلال التركيز على إرثه وأهميته والنشاط النضالي المنجز ضمن إطاره، بحسب الأمم المتحدة.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
حدد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لأول مرة، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا. ومنذ اعتماده في عام 1948، تُرجم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أكثر من 500 لغة، إذ يعد الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم - وألهم دساتير العديد من الدول المستقلة حديثا والعديد من الديمقراطيات الجديدة، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن الإعلان ليس بوثيقة ملزمة، إلا أنه يشكل أيضا مصدر إلهام لإعداد أكثر من 60 صكا من صكوك حقوق الإنسان، تشكل مجتمعة معيارا دوليا لحقوق الإنسان.
ويمثل الإعلان العالمي، إلى جانب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وبروتوكوليه الاختياريين (بشأن إجراءات الشكاوى وعقوبة الإعدام) والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يسمى بـ"الشرعة الدولية لحقوق الإنسان".
وينص الإعلان في ديباجته، على 30 حقا عالميا؛ تحدد مجموعة واسعة من الحقوق والحريات الأساسي، وتشمل الحق في عدم التعرُّض للتمييز والحق في حرية التعبير والحق في التعليم والحق في طلب اللجوء.
ويسلط الإعلان الضوء أيضا، على قيم حرية الرأي والتعبير والاحترام المتبادل، دونما تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل الوطني أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر.
وتقول الوثيقة في مادتها الأولى: "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان، وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء".
حروب العالم
يتزامن الاحتفال مع الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس والتي أودت بحياة آلاف من الضحايا المدنيين، إذ تتواصل نزاعات أخرى عبر العالم أغلب ضحاياها من المدنيين والأقليات العرقية.
وفي أوكرانيا، كشف المسؤول الأممي أن تقارير تفيد بمقتل أكثر من 10 آلاف مدني مدني منذ اندلاع الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في 24 فبراير 2022، غير أنه يشير إلى "أن عدد القتلى الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير".
ويواجه الأوكرانيون الذين يعيشون في الأراضي التي يحتلها الاتحاد الروسي قيودا مروعة على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، وفقا لتورك الذي دعا إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة التي طال أمدها.
وبدول إفريقية تكشف المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن التغييرات غير الدستورية في الحكومة، بما في ذلك الانقلابات العسكرية، في بوركينا فاسو وتشاد وغينيا ومالي والنيجر، أدت إلى "تقويض حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون في هذه البلدان بشكل بالغ".
وعبر المسؤول الأممي كذلك على أنه يتابع بـ"قلق متزايد" الأزمات السياسية في بلدان مثل غواتيمالا وبيرو ونيكاراغوا، وأثرها على حقوق الإنسان.
وفي جواتيمالا، سجل بقلق ما اعتبرها "المحاولات المستمرة والمنتظمة، لا سيما من جانب مكتب المدعي العام، لتقويض نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو"، وحث جميع السلطات الغواتيمالية على الامتناع عن أي محاولة أخرى للطعن في نتائج الانتخابات، وضمان الاحترام الكامل لجميع حقوق الإنسان.
وقال المسؤول الأممي إن هذه النزاعات والأزمات التي تطاردنا اليوم، يجب أن تتحول إلى "ناقوس خطر" ينبّه المجتمع الدولي، من أنّ النزاعات تندلع عندما يتم انتهاك حقوق الإنسان أو التغاضي عن إعمالها".