كاتب إسرائيلي يصف الخطة الأمريكية لما بعد حرب غزة بالسخيفة.. ما الأسباب؟
عبده حسن مصر 2030اعتبر الكاتب الإسرائيلي، ميكا جي هالبيرن، الخطة الأمريكية لليوم التالي للحرب في قطاع غزة بأنها "سخيفة"، مشيراً إلى أن الجهود الأمريكية السريعة لوضع خطط للوضع في غزة والضفة الغربية غير قابلة للتطبيق في الواقع.
وفي مقال نُشر في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحدث هالبيرن عن المقترح الأمريكي الذي وصفه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بـ "سلطة فلسطينية متجددة".
وأشار إلى أن إعادة تفعيل السلطة الفلسطينية في اليوم التالي لانتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس يمكن أن يضع السلطة الفلسطينية في موقف المسؤولية، متسائلاً: "أين التغيير والتحسين والرؤية؟".
وأوضح هالبيرن أن بلينكن تحدث في خطته عن إجراء انتخابات جديدة وحرة داخل السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا يعني إعادة قيادة السلطة الفلسطينية الحالية إلى السلطة من جديد، وأكد أن هناك فارقاً بين تلك المقترحات وتطبيقها العملي على أرض الواقع.
وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، جرت مفاوضات في عام 1994 بشأن اتفاق "غزة وأريحا" أو الاتفاقية المعروفة أيضاً باسم اتفاق القاهرة.
وهدف هذا الاتفاق كان إنشاء السلطة الفلسطينية لإدارة أريحا وغيرها من المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وجزء من غزة.
وبدلاً من تهميش القيادة القديمة، أي ياسر عرفات، حاول إظهار دهاء وبصيرة سياسية من خلال جعل المجلس المركزي الفلسطيني السلطة الفلسطينية مسؤولة أمام اللجنة التنفيذية الفلسطينية، وعرفات نجح في جعل نفسه زعيماً للسلطة الفلسطينية الجديدة عبر استخدام تفكيره السياسي الذكي.
وفي تصريحاته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن محمود عباس والسلطة الفلسطينية لن يشاركوا في عملية إعادة بناء غزة.
وقال نتنياهو إنه لن يكون هناك سلطة مدنية في غزة تُعلم أطفالها كراهية إسرائيل وتحث على تدميرها، كما أشار الكاتب إلى تصريحات نتنياهو التي أكد فيها على أنه لا يمكن أن يكون هناك دعم مالي من السلطة لعائلات المسلحين، وأنه يجب أن يكون هناك نهج مختلف بالنسبة لغزة.
وقام الكاتب بتعليق على هذه التصريحات، مشيراً إلى أن نتانياهو كان يشير إلى محمود عباس والسلطة الفلسطينية، أما بالنسبة للاعتقاد الغربي بالانتخابات الحرة كحلم غربي، فأوضح الكاتب أن هذا الاعتقاد يعكس غرور الغرب، خاصة الولايات المتحدة، الذين لا يدركون أن الديمقراطية ليست مجرد عملية انتخابية، وحتى لو كانت كذلك، فإن الوضع الحالي يجعل من الصعب إجراء الانتخابات بشكل آمن.
واختتم الكاتب بالدعوة للتأمل في الدروس التاريخية لتوجيه القرارات في هذا السياق.
وفي الـ25 من يناير 2006، أُجريت الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وشملت مناطق مثل غزة، حيث فازت حركة حماس بـ 74 مقعداً من بين 132 مقعدًا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وحصلت حركة فتح على 45 مقعداً، وهذا كان بالأغلبية الساحقة، وأشار الكاتب إلى أن هذا الفوز الساحق لحماس أدى إلى ضعف منظمة التحرير الفلسطينية "سياسياً".
وركز الكاتب على أهمية الانتخابات، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن فهم مفاهيم الديمقراطية والحرية أمران ضروريان قبل إجراء الانتخابات، وبناءً على الوضع آنذاك والوضع الحالي، يظهر أن الفلسطينيين سيمنحون حركة حماس غالبية ساحقة مرة أخرى.