مع السيطرة على الشمال.. لماذا يركز الاحتلال على خان يونس؟
مارينا فيكتور مصر 2030يبدو أن المرحلة الأولى من الاجتياح البري الذي يستهدف جنوب قطاع غزة، قد بدأت، بعد السيطرة على مناطق في الشمال، لكن هذا الدخول لن يكون سهلا أمام تعقيدات المشهد هناك.
ودخلت دبابات إسرائيلية إلى مناطق قريبة من الأحياء المكتظة في محافظة خان يونس، إذ تزعم إسرائيل بأن قادة حماس يختبؤون في خان يونس، وأن تحقيق الهدف المعلن لحربها وهو "القضاء على حماس"، لن يتم من دون الهجوم البري على الجنوب لـ "تدمير قوة الحركة".
لماذا خان يونس؟
تعد خان يونس التي تبعد 10 كيلومترات عن الحدود المصرية، أكبر محافظة من حيث المساحة (108 كم)، وثاني أكبر مدينة في قطاع غزة (خان يونس المدينة)، من حيث التعداد السكاني.
وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كان يسكن نحو 438 ألف نسمة في محافظة خان يونس، يتوزع 70 بالمئة منهم في المناطق الحضرية، ونحو 13 بالمئة في الريف، فيما يسكن نحو 17 بالمئة في مخيم خان يونس للاجئين.
بعد الحرب، كانت خان يونس محطة أساسية لنحو مليوني نازح اضطروا لترك منازلهم في شمالي ووسط غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف، واللجوء إلى مختلف مناطق الجنوب المكتظة أساسا بالسكان.
يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه سجل 234 ألف نازح في خان يونس، منذ الاجتياح الإسرائيلي البري للشمال، ويقيم عدد منهم في مخيمات مؤقتة، فيما يتوزع الباقون على مدارس الأمم المتحدة والأونروا والملاجئ الحكومية، لكنها غير كافية لاستيعاب هؤلاء.
وتحولت منطقة مستشفى ناصر في مخيم خان يونس إلى ملجأ كبير مزدحم، حيث تضم مدارس ومرافق تديرها وكالة الأونروا، ويقصدها الفارون من القصف العنيف.
وأمرت إسرائيل، الاثنين، السكان بمغادرة مناطق من خان يونس المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة. لكن السكان قالوا إن المناطق التي طُلب منهم الذهاب إليها تتعرض لإطلاق النار أيضا.
وحزم سكان مدينة خان يونس في غزة أمتعتهم وتوجهوا نحو رفح، وكان معظمهم يسيرون على الأقدام مرورا بالمباني المدمرة.
لكن مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، توماس وايت، قال إن سكان رفح يُجبرون على الفرار أيضا.
وفر نحو 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي الذي حول معظم القطاع الساحلي المزدحم إلى أرض قاحلة.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على جزء كبير من النصف الشمالي من قطاع غزة في نوفمبر، وتوغلت بسرعة في النصف الجنوبي منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا وانتهت الجمعة.
وتعتقد إسرائيل بأن قيادات حماس تحركت خلال الهدنة من الشمال على الجنوب، مما سيجعل من الغزو البري لجنوب القطاع "معركة حاسمة"، بعد الاستيلاء على أجزاء كبيرة من شمال غزة منذ أواخر أكتوبر، بحسب زعمها.